مصطفى عبد الرازق

مصطفى عبد الرازق
1885 - 1947
(سابق 1940) أعضاء
نشأته

كان الأستاذ الأكبر مصطفى عبد الرازق باشا باحثًا في الشريعة والفلسفة والأدب. ولد في "أبو جِرْج" من قرى محافظة المنيا، والتحق بكتاب القرية حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ شيئًا من القرآن الكريم. ثم أرسل إلى الجامع الأزهر ليتلقى العلم فيه، وله من العمر إحدى عشرة سنة. وفي أثناء الدراسة اتصل بالإمام الشيخ محمد عبده، وتتلمذ على يديه، فكان يحضر دروسه التي يلقيها بعد صلاة المغرب في الرواق العباسي بالجامع الأزهر، ثلاث ليال من كل أسبوع في قراءة كتاب دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، وليلتين في تفسير القرآن الكريم. وعقب نيله شهادة العالمية سنة 1908م دعي للتدريس في مدرسة القضاء الشرعي، ثم استقال وسافر إلى باريس سنة 1909م، وهناك التحق في بادئ الأمر بجامعة السوربون حيث حضر دروس دور كايم في الاجتماع، ودروسًا في الآداب وتاريخها، ثم تحول منها إلى مدينة ليون سنة 1911م، ليحاضر في الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق هناك. كما دعي ليحاضر في الأدب العربي في كلية الآداب بجامعة ليون، ثم اضطرته ظروف قيام الحرب العالمية الأولى إلى العودة لمصر سنة 1914م. وفي سنة 1915م عين موظفًا في مجلس الأزهر الأعلى، ثم مفتشًا بالمحاكم الشرعية سنة 1920م. وفي سنة 1927م نقل أستاذًا مساعدًا للفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم صار أستاذ كرسي الفلسفة سنة 1935م. وعين وزيرًا للأوقاف عدة مرات كانت الأولى منها في أبريل سنة 1938م والأخيرة سنة 1944م. وكان رئيسًا للجنة الأوقاف والمعاهد الدينية بمجلس النواب. وفي 27 من ديسمبر 1945م عين شيخًا لجامعة الأزهر، وفي العام نفسه انتخب رئيسًا فخريًّا للجمعية الفلسفية المصرية. واختير في سنة 1946م أميرًا للحج.

مؤلفاته:

للأستاذ مصطفى عبد الرازق عدة مؤلفات بعضها طبع وبعضها لا يزال مخطوطًا وهي في الشريعة والفلسفة الإسلامية، نذكر من المنشور منها: 1– تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية. 2– فيلسوف العرب والمعلم الثاني (في سيرة الكندي والفارابي). 3– البهاء زهير. 4– محمد عبده. ومن الكتب التي لم تنشر بعد: 1– كتاب في المنطق. 2– كتاب في التصوف. 3– فصول في الأدب. هذا وقد ترجم إلى الفرنسية بالاشتراك مع برنار ميشيل "رسالة التوحيد" للإمام الشيخ محمد عبده، وألَّفا معًا كتابًا بالفرنسية عن الشيخ محمد عبده. كتب إليه أستاذه الإمام الشيخ محمد عبده يقول: "ما سررت بشيءٍ سروري أنك شعرت في حداثتك بما لم يشعر به الكبار من قومك، فلله أنت ولله أبوك، ولو أذن لوالد أن يقابل وجه ولده بالمدح لسقت إليك من الثناء ما يملأ عليك الفضاء، ولكنني أكتفي بالإخلاص في الدعاء أن يمتعني الله في نهايتك بما تفرَّسته في بدايتك". وكان اختياره لعضوية مجمع اللغة العربية ضمن الأعضاء العشرة المصريين الذين صدر مرسوم بتعيينهم في سنة 1940م.

وقال عنه خلفه في المجمع، الأستاذ خليل السكاكيني:

"لو لم يسبقه الخليل بن أحمد، لكان هو أول من وضع علم العروض، ولو لم يسبقه سيبويه لكان هو إمام النحاة غير منازع، ولو لم يسبقه عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني صاحب كتاب الألفاظ الكتابية لكان هو أول من جمع شذور العربية الجزلة في أوراق يسيرة، ولو لم يسبقه ابن خلدون لكان هو أول من وضع علم الاجتماع، ولو لم يسبقه أرسطو لكان هو أول من وضع علم المنطق. ولو فسح له في الأجل لكشف القناع عن حقائق كثيرة مجهولة". (مجلة المجمع ج 7). وقد صدرت عدة كتب في تاريخه. ومنها أعمال أجازتها لجنة الأدب بالمجمع في مسابقة مجمعية عنه وعن أعماله، كما نشر شقيقه الأستاذ علي عبد الرازق باشا كتابًا باسم "من آثار مصطفى عبد الرازق"، فيه ثروة من التاريخ الشخصي والمعاصر لهذا العالم الجليل، في أسلوب أدبي رفيع. ونتيجة لقراءتي لهذا السفر الممتع أعتقد أنه الكتاب الذي في رقم (3) باسم فصول في الأدب. وقد أشرتُ إليه في ترجمة أخيه (علي عبد الرازق باشا).

- -