محمد محيي الدين عبد الحميد

محمد محيي الدين عبد الحميد
1900 - 1973
(سابق 1965) أعضاء
نشأته

ولد الأستاذ الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ي قرية "كفر الحمام" بمحافظة الشرقية في سنة 1900م، وبعد أن حفظ القرآن الكريم وتلقى دراسته الأولية، التحق بمعهد دمياط الديني ثم بمعهد القاهرة. وحصل على شهادة العالمية النظامية مع أول فرقة نظامية في سنة 1925م. وعقب تخرجه عين مدرسًا في معهد القاهرة. وعندما أنشئت كليات الجامع الأزهر في سنة 1931م، اختير للتدريس في كلية اللغة العربية، ثم اختير سنة 1935م للتدريس في قسم الدراسات العليا (تخصص المادة) عند إنشائه. وأعير في مطلع سنة 1940م إلى حكومة السودان لوضع مناهج العلوم الدينية لمدرسة الحقوق التي أنشئت آنذاك، وظل مدة أربع سنوات يدرس هذه المناهج، وألف فيها كتبًا لا تزال إلى الآن مرجع الطلاب بكلية الحقوق في جامعة الخرطوم. وفي سنة 1943م عاد إلى كلية اللغة العربية وعين وكيلًا لها، ثم اختير سنة 1946م مفتشًا بالمعاهد الدينية. وفي سنة 1948م انتقل إلى التدريس بكلية أصول الدين، وعين في سنة 1952م مديرًا لتفتيش العلوم الدينية والعربية بالجامع الأزهر والمعاهد الدينية. وفي سنة 1954م عين عميدًا لكلية اللغة العربية، وظل يشغل هذا المنصب إلى عام 1959م، وتولى بعد ذلك التدريس بكلية أصول الدين، ثم عين في أكتوبر سنة 1964م عميدًا لكلية اللغة العربية، وبلغ سن التقاعد سنة 1965م، واختير رئيسًا للجنة الفتوى، ورئيسًا للجنة إحياء التراث، بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. والأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد جمع بين التأليف والتحقيق، ويعد من ذوي الإنتاج الغزير في هذين المجالين، وإنتاجه في مختلف علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة وتفسير وحديث وفقه، وغير ذلك.

وقد عُيِّن الأستاذ محمد محيي الدين عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، وكان له في مجلسه جولات علمية تدل على عمق علمه، وسعة اطلاعه، وحميته السليمة على الدين. وله من المؤلفات:

1– الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية. 2– أحكام المواريث في الشريعة الإسلامية. 3– تصريف الأفعال. ونذكر من الكتب التي حققها: 1– شرح ابن عقيل. 2– شرح قطر الندى لابن هشام. 3– شرح شذور الذهب لابن هشام. 4– أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام. 5– مغني اللبيب لابن هشام. 6– شرح الأشموني على ألفية ابن مالك. 7– الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحاة الكوفيين والبصريين لابن الأنباري. 8– الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني. 9– الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي. 10– العمدة لابن رشيق. 11- جواهر الألفاظ، لقدامة بن جعفر. 12- أدب الكاتب، لابن قتيبة. 13- مقالات الإسلاميين، للأشعري. 14- الفَرْق بين الفِرَق، للبغدادي. 15- يتيمة الدهر، للثعالبي. 16- مجمع الأمثال، للميداني. 17- نفح الطيب، للمقري. 18- مروج الذهب، للمسعودي. 19- الموافقات لأصول الأحكام، للشاطبي. 20- زهر الآداب، للحصري. وغير ذلك كثير مما أحصاه الأستاذ عبد السلام هارون في الاحتفال بتأبينه. (مجلة المجمع ج 32). هذا بالإضافة إلى بحوثه التي تزخر بها المجلات العربية، وقد حازت مجلة المجمع قسطًا منها. وقد رأى فيه مجمع اللغة العربية اللغوي القدير فضمه إلى أعضائه في سنة 1965م في الكرسي الذي خلا بوفاة الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت. وقد اختير عضوًا باللجان التالية: لجنة المعجم الكبير، ولجنة الأصول، ولجنة إحياء التراث القديم، ولجنة الأدب. وقد ألقى بالمجمع الكلمات التالية: 1– كلمة في حفل استقباله عضوًا. (د 31 جلسة 21 للمجلس). 2– كلمة في حفل تأبين الأستاذ الشيخ محمد علي النجار. (د 32 جلسة 23 للمجلس - مجلة المجمع ج 22). 3– كلمة في تأبين الأستاذ علي عبد الرازق. (مجلس د 33 جلسة 12 – مجلة المجمع ج 22). 4– الشواهد على لحوق علامات التثنية والجمع بالفعل الذي فاعله اسم ظاهر مثنى أو مجموع. (مؤتمر 36 جلسة 8 - البحوث والمحاضرات). 5– كلمة في استقبال الأستاذ عبد السلام هارون. (مجلة المجمع ج 25).

قال عنه الأستاذ الشيخ محمد علي النجار وهو يستقبله بالمجمع:

"لقد قيل في الطبري: إنه كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالمحاسب الذي لا يعرف إلا الحساب، وكذلك يقال في الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد: إنه كالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالمحَدِّث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالمتكلم الذي لا يعرف إلا الكلام؛ وآية ذلك ما ألَّفه وأخرجه من الكتب في هذه الفنون." (د 31 جلسة 21 للمجلس).

وقال عنه الأستاذ عبد السلام هارون يوم تأبينه:

"إني – وأنا من أقرب الناس إليه، ومن أعرفهم بقدره – لا أستطيع إلا أن أستعلن عجزي عن تبيان فضله ومآثره؛ إلا أن أصنع في ذلك كتابًا أظل أنمقه دهرًا. ولكني أراني قد ألقيت شيئًا من الضوء على حياته الحافلة المباركة المفعمة بالتوفيق، الهادفة إلى الخدمة والإسعاد لبني وطنه المصري، ووطنه الإسلامي، ووطنه الإنساني". (مجلة المجمع ج 32).

- -