محمد حماسة عبد اللطيف

محمد حماسة عبد اللطيف
1941 - 2015
(سابق 2003) أعضاء - نواب
نشأته

ولد الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف رفاعي بقرية كفر صَراوة مركز أشمون بمحافظة المنوفية عام 1941م. حفظ القرآن الكريم وجَوَّده على والده الذي كان إمام مسجدها الجامع وخطيبها ومفتيها. رحل إلى القاهرة ليتلقى العلم بالأزهر الشريف، والتحق بمعهد القاهرة الديني الذي كان يضم بين مشايخه جلة من كبار العلماء في اللغة والشريعة والعلوم الحديثة. وكان محمد حماسة مبرِّزا بين طلاب المعهد فقرَّبه إليه أساتذته، بل قل صادقه بعضهم، كالشيخ السيد أحمد صقر، والدكتور أحمد الشرباصي، والدكتور فتحي عبد المنعم، والدكتور عبد المنعم النمر.. وزاده ذلك نضجًا في الشخصية وعمقًا في التفكير وسعة في المعرفة. ولما أنهى مرحلة التعليم الثانوي بتفوق ظاهر التحق بدار العلوم لينال منها درجة الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1967م وفي هذا العام عين معيدًا بقسم النحو والصرف والعروض، وفي عام 1972م نال درجة الماجستير بدرجة ممتاز، وفي عام 1976م نال درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى. تدرج في وظائف التعليم الجامعي فعين مدرسًا 1976م فأستاذًا مساعدًا 1984م فأستاذًا 1990م. عين رئيسًا لقسم النحو والصرف والعروض 1994م فترة، ثم عين وكيلًا للكلية لشؤون التعليم والطلاب من 2001م حتى 2006م، وظل أستاذًا متفرغًا بها حتى لاقى ربَّه. بالإضافة إلى عمله بالتدريس بدار العلوم أعير للتدريس بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الكويت من 1980م إلى 1984م، ثم أعير للعمل أستاذًا ورئيسًا لقسم الدراسات اللغوية والنحوية بكلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد من 1990م حتى 1992م، ثم عميدًا لمعهد اللغات واللغويات بالجامعة نفسها حتى 1993م. كما عمل أستاذًا بجامعة العين بالإمارات المتحدة 1993 - 1994م. كما أنه يعمل بالتدريس بالجامعة الأمريكية.

وللدكتور محمد حماسة نشاط ملحوظ في الجمعيات العلمية والثقافية فهو:

عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مؤسس باتحاد الكتاب المصري، وعضو بمجلس إدارة مركز تعليم اللغة العربية للأفارقة وغيرهم بجامعة القاهرة، وعضو جمعية الأدب المقارن المصرية...إلخ. كما كان عضو اللجنة العلمية لترقية الأساتذة المساعدين، حتى صار أمين اللجنة العلمية لترقية الأساتذة. أشرف الدكتور محمد حماسة على عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه وناقش عشرات منها حتى أصبح مدرسة ينتشر تلاميذها في كل مكان بمصر وبالعالم العربي والإسلامي.

والدكتور محمد حماسة نحويٌّ مجدد وناقد بصير بفنون الأدب ولهذا يعكس إنتاجه العلمي هذا المزيج الخصب؛ فمن كتبه:

1– الضرورة الشعرية في النحو العربي. الناشر: مكتبة دار العلوم 1979م القاهرة. 2– النحو والدلالة مدخل لدراسة المعنى النحوي الدلالي. الناشر: مكتبة ومطبعة المدينة – القاهرة 1983م. 3– العلامة الإعرابية في الجملة بين القديم والحديث. الناشر: جامعة الكويت 1984م. 4– في بناء الجملة العربية، دار القلم بالكويت، 1982م. 5– الجملة في الشعر العربي، مكتبة الخانجي، القاهرة 1989م. 6– ظواهر نحوية في الشعر الحر: دراسة نصية في شعر صلاح عبد الصبور، مكتبة الخانجي، القاهرة 1990م. 7– من الأنماط التحويلية في النحو العربي، مكتبة الخانجي بالقاهرة 1990م. 8– اللغة وبناء الشعر، مكتبة الزهراء بالقاهرة 1992م. 9– التوابع في الجملة العربية، مكتبة الزهراء بالقاهرة 1987م. 10– البناء العروضي للقصيدة العربية، دار الشروق بالقاهرة 2000م. 11– القافية في الشعر العربي، مكتبة الثقافة بالقاهرة 1996م. 12– ظاهرة الإعلال والإبدال في العربية، مكتبة الثقافة بالقاهرة 1995م. 13– التحليل الصرفي للفعل في العربية، مكتبة دار العلوم بالقاهرة 1995م. 14– التحليل الصرفي للأسماء في العربية، مكتبة الزهراء بالقاهرة 1995م. 15– الإبداع الموازي. التحليل النَّصي للشعر، دار غريب 2001م.

وله من الكتب في مجال التعليم العام وتعليم اللغة العربية للأجانب:

1– النحو الأساسي (بالاشتراك)، ذات السلاسل بالكويت 1984م، دار الفكر العربي بالقاهرة 1987م. 2– الكتاب الأساسي لتعليم العربية لغير الناطقين بها (الجزء الثاني بالاشتراك)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بجامعة الدول العربية، 1989م. 3– الكتاب الأساسي لتعليم العربية لغير الناطقين بها (الجزء الثالث بالاشتراك)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1993م. وله من البحوث العلمية المنشورة: 1– فاعلية المعنى النحوي في بناء الشعر: مجلة دراسات عربية وإسلامية الجزء الأول. 2– تعدد أوجه الإعراب في الجملة القرآنية: مجلة دراسات عربية وإسلامية الجزء الثاني. 3– اللغة العربية ودور القواعد في تعليمها: حوليات كلية دار العلوم 1984م. 4– سيبويه والقراءات – مجلة الثقافة – العدد الأول. 5– لغة الشعر في تناول النحاة – مجلة الثقافة العدد 15. 6– الشعر الحر بين الالتزام وعفوية التعبير. مجلة الثقافة العدد 25. 7– حركة القافية بين الاطراد الموسيقي وسلامة الإعراب مجلة الثقافة العدد 31. 8– حركة الروي في القصيدة العربية وقضية الفصل بين الشعر والنثر في التقعيد النحوي. مجلة دراسات عربية وإسلامية العدد الخامس. 9– منهج في التحليل النصي للقصيدة: حوليات الجامعة الإسلامية بإسلام أباد العدد الأول 1993م. 10– التحليل النصي للقصيدة: نموذج من الشعر القديم: مجلة دراسات عربية وإسلامية الجزء السادس. 11– الجانب العروضي عند حازم القرطاجني: المجلة العربية للعلوم الإنسانية (كلية الآداب – جامعة الكويت، خريف 1989م). 12– منهج في التحليل النصي للقصيدة: تنظير وتطبيق، مجلة فصول، صيف 1996م. 13– آية الجنون بالشعر، مجلة إبداع، يناير 1996م. 14– نمط صعب من العلاقة بين وزن الشعر وبنائه عند محمود شاكر، مجلة الهلال، فبراير 1997م. 15– فاعلية المعني النحوي في البناء الشعري- مجلة الشعر، يناير 1983م. 16– النحو ومشكلة الضعف اللغوي – مجلة البيان الكويتية العدد 181. 17– من الأساليب الفنية للشعر الحديث – مجلة البيان الكويتية العدد 184. 18– رؤية شعرية للحياة: قراءة لقصيدة "الحب والأشياء"، مجلة البيان الكويتية عدد 279. وللدكتور محمد حماسة مراجعات في التراث اللغوي؛ فقد راجع الجزأين السابع والثلاثين والثامن والثلاثين من معجم تاج العروس. والدكتور محمد حماسة شاعر متدفق الشعور سلس التعبير وإن كان مقلًّا. وقد تجلت شاعريته في أربعة أعمال شعرية هي: 1– ثلاثة ألحان مصرية (بالاشتراك)، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1970م. 2– نافذة في جدار الصمت (بالاشتراك)، مكتبة الشباب 1975م. 3– حوار مع النيل، دار غريب 2000م. 4– سنابل العمر. دار غريب 2005م.

نشاطه المجمعي:

اختير الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف عضوًا بالمجمع في 12/5/2003م، في المكان الذي خلا بوفاة الأستاذ إبراهيم الترزي. وله نشاط مجمعي ظاهر منذ اختياره خبيرًا بلجنة المعجم الكبير، ولجنة الأصول، وكان عضوًا بغير لجنة من لجان المجمع، وعلى رأسها لجنة المعجم الكبير، ولجنة الأصول، ولجنة ألفاظ الحضارة، ولجنة اللغة العربية في التعليم، ولجنة معجم لغة الشعر العربي. ومن بحوثه العلمية التي نشرها بمجلة المجمع: 1– موقف الشعر من الأعلام، العدد 38. 2– إشباع حركات الأبنية في الشعر وموقف النحاة منه، العدد 40. 3– ظاهرة الإعلال والإبدال في العربية بين القدماء والمحدثين (1)، العدد 46. 4– ظاهرة الإعلال والإبدال في العربية بين القدماء والمحدثين (2)، العدد 48. 5– حركة الروي في القصيدة العربية وقضية الفصل بين الشعر والنثر في التقعيد النحوي، العدد 59. 6– من وجوه استعمال الهمزة في الشعر وموقف النحويين منه، العدد 69. 7– الجملة الاسمية بين الإطلاق والتقييد: رأي وتصنيف، العدد 77. كتب عنه بعض تلامذته ومحبيه كتابًا تذكاريًّا بعنوان: عطاء بلا حدود، مكتبة الخانجي، 2019م، وكان للدكتور محمد حسن عبد العزيز فيه كلمة بعنوان: هذا الرجل أحبه.

قال عنه الأستاذ فاروق شوشة، الأمين العام للمجمع في حفل استقباله عضوًا بالمجمع:

"نحن أمام عالم لغوي من طراز جديد مختلف، له مدرسة في النقد اللغوي، وهي مدرسة تعيد علم العربية – النحو – إلى سابق دائرته الكبرى ومفهومه الأوسع وعلاقاته الحية بالإبداع الأدبي شعرًا ونثرًا. نحن أمام عالم لغوي يتابع ما بدأه عبد القاهر الجرجاني في ربط المعاني النحوية بمدلول النص الأدبي، وأرجع كل مزية في التعبير إلى المعاني النحوية لا غير". (مجلة المجمع ج 100). ويقول عنه الدكتور محمد حسن عبد العزيز عضو المجمع: "حين أقرأ ما كتبه الدكتور محمد حماسة في النحو أجدني أمام نحوي عميق النظرة واسعها، يحكي في ذلك من القدماء ابن جنيِ، دقيق العبارة جميلها يحكي في ذلك من القدماء ابن هشام، ويذكرني في الأمرين بعباس حسن وعلي النجدي، وهما ممن أدَّبا النحو وذللاه. وحين أقرأ له في النقد الأدبي أجدني أمام ناقد بصير بفنون العربية شعرها ونثرها في قديمها وحديثها، وقارئٍ واعٍ في الأدب العالمي، عارفٍ بمذاهبه النقدية دون أن يستغرقه الحديث عن النظريات أو تستهويه الأحكام العامة غير المدروسة، إنه يتجه إلى النص مباشرة يسترشد في تحليله له واستخراج جمالياته بحس مرهف وثقافة واسعة، وإنه ليُهديك بهذا متعة عالية تجدها في النص نفسه وفي نقده له. والدكتور محمد حماسة رفيق طريق في دار العلوم وفي المجمع أُراه من أكرم الناس يدًا، وأحلاهم حديثًا، وأصدقهم صحبة، وأجهرهم صوتًا فيما يراه حقًّا ومع جهارة صوته تجده من أصفى الناس قلبًا".

كتب عنه الدكتور محمود الربيعي كلمة حزينة مؤسية في ذكرى وفاته:

"صديقي محمد حماسة مات مكتمل الهيبة موفور الكبرياء.. مرت حياتي معه عبر خمسين عامًا مذ كان تلميذي إلى أن أصبح أخي الأصغر، إلى صديقي، إلى خِلِّي الوفيّ، إلى توأم روحي، صحبته منذ عام 1965م إلى يوم وفاته من عام 2015م – على السراء والضراء، والعسر واليسر، والرضا والغضب، والحزن والفرح، والثرثرة والصمت،، نتفق في أشياء ونختلف في أشياء. كانت صداقتنا متكاملة لا متطابقة.. ولم ينل اختلافنا شيئًا من صداقتنا؛ لأنها كانت عميقة متينة".

- -