1888 - 1956
(سابق 1940) أعضاء
ولد الدكتور محمد حسين هيكل باشا بقرية كفر غنام من محافظة الدقهلية في سنة 1888م، وحفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية، ثم بُعث إلى القاهرة ليتابع دراسته فحَصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة الجمالية الابتدائية سنة 1901م، وشهادة الدراسة الثانوية من المدرسة الخديوية سنة 1905م، والتحق بعد ذلك بمدرسة الحقوق، وبعد تخرجه منها سنة 1909م سافر إلى فرنسا ليواصل الدراسة العليا فالتحق بجامعة السوربون واختار لرسالة الدكتوراه موضوع دَين مصر العام، فقرأ كل ما أتيح له عن تاريخ مصر الحديث، ونال الدرجة العلمية سنة 1912م. وعاد عقب ذلك إلى مصر ليشتغل بالمحاماة فاتخذ له مكتبًا بالمنصورة. ولقد بدت موهبة الكتابة عند الدكتور هيكل مبكرة، فكان وهو طالب يقضي إجازته الصيفية في قريته، ويصدر مجلة يطبعها على مطبعة الغِرَاء سماها الفضيلة، وكان يوزعها على القراء في قريته وفي القرى المجاورة. ثم أخذ يكتب في "الجريدة" منذ إنشائها إلى أن احتجبت سنة 1915م، فتابع بعد ذلك نشاطه في جريدة "السفور" الأسبوعية، يتناوب هو والدكتور طه حسين والشيخ مصطفى عبد الرازق والدكتور منصور فهمي كتابة مقال لكل عدد، فضلًا عن كتابته في عدة جرائد ومجلات أخرى مثل الأهرام والمقتطف. ولما تكوَّن حزب الأحرار الدستوريين سنة 1922م كان هيكل أحد أعضاء مجلس إدارته، وعهد إليه حينذاك برياسة تحرير صحيفة الحزب ولسان حاله " السياسة اليومية ". ومنذ هذا الوقت ودع حياة المحاماة وتوفر بقية حياته على الصحافة والسياسة والتأليف. وظل رئيسًا لتحرير "السياسة" حتى بعد أن تحولت إلى أسبوعية سنة 1926م. وقد شغل بعد ذلك عدة مناصب: اختير وزيرًا للمعارف عدة مرات، ووزيرًا للشؤون الاجتماعية، وعين رئيسًا لمجلس الشيوخ (من سنة 1945 إلى سنة 1950م) وقد اختير سنة 1941م بعد وفاة محمد محمود باشا نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تنازل له عبد العزيز فهمي باشا عن رياسة الحزب، فأصبح رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952م. وكان رئيس وفد مصر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1946م وما بعدها، وكانت له مواقف جليلة في قضيتي مصر وفلسطين.
أثرت المكتبة العربية بكتب الدكتور هيكل، ونخص من هذه الكتب بالذكر: 1- قصة زينب وهى تعد باكورة إنتاج القصة في الشرق العربي. 2- حياة محمد. 3- في منزل الوحي. 4- الصديق أبو بكر. 5- الفاروق عمر. 6- ولدي. 7- عشرة أيام في السودان. 8- تراجم مصرية وغربية. 9- مذكرات في السياسة المصرية. (صدر منه جزآن). واختير الدكتور هيكل لعضوية المجمع سنة 1940م ضمن الأعضاء العشرة الذين صدر مرسوم بتعيينهم. وقد اقترح على المجمع في الدورة السابعة (محاضر المؤتمر د 7) وضع معجم خاص بألفاظ القرآن الكريم، وقد ووفق على ذلك الاقتراح وتألفت لجنة ـ كان هو أحد أعضائها ـ لوضع المنهج العلمي لهذه اللجنة. وبعد أن تكونت اختير ليكون عضوًا بها. وقد اشترك مع ذلك في لجان أخرى، مثل: لجنة الأدب، ولجنة القانون والاقتصاد.
"ذلل القصة لكتابها، وذلل السياسة الصحفية لكتابها، وشارك زملاءه ومعاصريه في تذليل اللغة العربية وتمكينها من أن تكون ملكًا للذين يتكلمونها". (مجلة المجمع ج 13). وقال عنه خلفه في المجمع الأستاذ محمد شفيق غربال في حفل استقباله: "كان ممن وجهوا الرأي وخاضوا معاركه. وله في الأدب والصحافة والسياسة آثار باقية على الدهر". (مجلة المجمع ج 14).