1888 - 1967
(سابق 1954) أعضاء
الأستاذ محمد توفيق دياب أحد الخطباء المعدودين في العالم العربي الحديث. ولد بسنهوت بمحافظة الشرقية في سنة 1888م، وبعد أن حصَلَ على شهادة الدراسة الثانوية سافر إلى إنجلترا ليكمل دراسته، واتجه هناك إلى الناحية الأدبية، فتزود بزاد عظيم من الأدب الإنجليزي. وبعد أن عاد إلى مصر دعي إلى إلقاء بعض محاضرات في الجامعة المصرية القديمة، ثم عمل بالصحافة، فشارك في تحرير صحيفة "السياسة" مع الدكتور طه حسين، والدكتور محمد حسين هيكل. ثم أصدر جريدة "الجهاد" وخاض غمار الكفاح السياسي في ميدان الصحافة حقبة طويلة. وانتخب عضوًا بالمجمع سنة 1954م، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور فارس نمر. واللجان التي اشترك فيها هي: لجنة العلوم الفلسفية والاجتماعية، ولجنة الأدب، ولجنة الآثار والعمارة، ولجنة ألفاظ الحضارة.
1- كلمة في حفل استقباله. (د 20 جلسة 18 للمجلس – مجلة المجمع ج 10). 2- لغة المسرح. (د 22 جلسة 7 للمؤتمر – مجلة المجمع ج 12). 3- كلمة في تأبين الدكتور منصور فهمي باشا. (د 25 جلسة 27 للمجلس – مجلة المجمع ج 14). 4- كلمة في تأبين الأستاذ إسماعيل مظهر. (مجلة المجمع ج 16). وتدل هذه الكلمة على تقدير من الأستاذ توفيق دياب للمرحوم إسماعيل مظهر، فقد اشتملت على دراسة مستأنية مدققة. ولم أجد كفاء لها إلا البحث الذي قدمه بعد بضع سنوات الأستاذ عزيز أباظة في تأبين توفيق دياب، وهأنذا أشير هنا إلى بعض ما قيل عنه في حفل استقباله وحفل تأبينه:
"إن الذين يؤرخون الآداب فيما بعد، حين يصورون حياتنا الأدبية بين الثورتين، لن يستطيعوا أن ينسوا توفيق دياب، لن يستطيعوا أن يهملوا اسمك بين الأسماء التي سجلت في التاريخ الأدبي لنفسها ذكرًا حسنًا رائعًا شائقًا". (مجلة المجمع ج 10).
"إن توفيق دياب لم يكن غير طاقات إنسانية تفيض جداولها الثّرة بزاخر من القيم الفكرية والوضاءة الخلقية، لا تحول نضرتها، ولا تبلى جدتها، مهما يتطاول الزمن، ومنها يتلامح في عالم الأدب والصحافة ألوان من المذاهب، ومستحدث من المناهج.. كان رجل ثقافة وفكر، ورجل علم، ورجل أدب، ورجل خطابة، ورجل صحافة، وفي هذه الحلبات كلها كان سبّاقًا، سبّاقًا. أكرمُ الشرف لكثير من منافسيه أن يلحقوا بغباره، لا أن يتدافعوا إلى جواره ... إنه يكتب ويملي ويحاضر ويرتجل بالسهولة التي يقرأ بها، فيندفع كالسيل الذي لا تستطيع شواطئه أن تضبط أمواجه المتدفقة... يقول عن الفلاحين سنة 1941م: هم وسطاء الله بين أرضه وبين المرزوقين الطاعمين من خيراته. أفليس لوسيط الخير الإلهي أن يعيش من خير الله... ويقول في بحث عنوانه "علمتني الحياة": علمتني الحياة أن أزن النجاح بوسائله، لا بثمراته، وإنني لأرى الفقير الكريم فأحتفي به حفاوتي بالنفس الفاضلة، وأرى الغنيّ الذي كسب ماله عن طريق يأباه الضمير فأزوي عنه وجهي أو قلبي كما أزويه عن كومة من الذهب المسروق.. وحين أطلّت برأسها مهزلة الخلافة في ذلك الوقت كان الموقف لتوفيق دياب هو الموقف الجريء الحازم الذي يمليه ضميره عليه، وإن أغضب من أغضب، أو عرّض نفسه لما عرضها له.. وانتهى المطاف به إلى سجن قضى به تسعة أشهر، ثم خرج من سجنه فاستأنف جهاده، كأن لم يؤذَ ولم تمس حريته.. وكتب من دعاء: رب هيئ لي ألا أبرح هذا الكوكب حتى أدرك ربّانيتي فيه، فلقد علمتنا أن رقي الإنسانية إنما هو حكايتها لصفاتك العليا – جل جلالك – من علم ورحمة وعدل". (مجلة المجمع ج 24). هكذا قال عزيز أباظة، فأحسن القول عن توفيق دياب.