محمد الفاسي

محمد الفاسي
1908 - 1992
(سابق 1958) أعضاء
نشأته

ولد الأستاذ محمد الفاسي بمدينة فاس، ودرس بمدارسها الابتدائية والثانوية، ثم توجه إلى باريس ليضم تعاليم الغرب إلى تعاليم الشرق، فقضى فيها ثماني سنوات. حصل فيها على الشهادة الثانوية الفرنسية بقسميها الأول والثاني، وكان أول مغربي يحصل على هذه الشهادة بالعاصمة الفرنسية، ثم دخل جامعة السوربون للتحضير لليسانس في الآداب، فحصل على شهادة الليسانس، وعلى دبلوم مدرسة اللغات الشرقية، وعلى دبلوم الدراسات العليا. وبعد انتهاء دراساته سنة 1935م عاد إلى المغرب، فعمل مدرسًا بالمدارس الثانوية، ومنها إلى المعاهد العليا، ثم شغل بعد ذلك وظيفة مدير لجامعة القرويين. وشُغِل الأستاذ الفاسي منذ صغره بقضية وطنه، فأسس وهو في فرنسا، مع رفاق له لحقوا به في باريس، "مجلة المغرب" بالفرنسية، وقد نددت بأعمال المستعمرين وأذنابهم بالمغرب، وأسس مع ثُلّة من رفقائه من الطلبة التونسيين والجزائريين والمغاربة "جمعية طلبة شمال أفريقية المسلمين"، وانتخب خليفة لرئيسها وبقي ينتخب كل سنة في مجلس إدارتها إلى أن انتخب رئيسًا لها سنة 1931م وأعيد انتخابه ثلاث مرات متواليات، إلى أن أتم دراسته ورجع إلى المغرب. وكان من المؤسسين للحركة الوطنية، وأسس مع زملائه حزب الاستقلال سنة 1944م، وقد ألُقي القبض عليه أكثر من مرة وزُجّ به في السجن بسبب نشاطه الوطني. وعين وزيرًا للتربية الوطنية سنة 1955م، وفي سنة 1958م عين رئيسًا للجامعة المغربية، وانتخب عضوًا في المجلس التنفيذي لليونسكو، وعين في سنة 1960م عضوًا في المجلس الدستوري، وفي سنة 1963م انتخب رئيسًا لجمعية الجامعات الإفريقية، كما انتخب رئيسًا للمجلس التنفيذي لليونسكو في سنة 1964م. وفي سنة 1965م قام برحلة إلى الولايات المتحدة لتسلم الدكتوراه الفخرية من جامعة (بريدج بورت) بولاية كونِكْتكت واشترك في عدة مؤتمرات دولية، منها رياسته لوفد حزب الاستقلال إلى مؤتمر الشعوب الأفريقية الذي انعقد في القاهرة سنة 1961م.

وللأستاذ الفاسي عدة مؤلفات ودراسات بالعربية والفرنسية، منها:

1- أزهار البساتين في تاريخ المغرب والأندلس على عهد المرابطين والموحدين (بالاشتراك). 2- ابن رشيد الفهري ورحلته (فصلة من مجلة معهد المخطوطات) القاهرة سنة 1959م. 3- الكاتب الوزير محمد بن عثمان المكناسي – تطوان سنة 1960م. 4- ابن البناء العدوي المراكشي (فصلة من مجلة الدراسات الإسلامية) مجريط سنة 1958م. 5- كتاب "التعريف بالمغرب" محاضرات ألقاها بمعهد الدراسات العربية بالقاهرة. LES CONTES FASSIS, PARIS, RIEDER 1926 (EN COLLABORATION AVEC ÉMILE 6- DERMENGHEM) 7- LA FORMATION DES CADRES AU MAROC- BRUXELLES 1960 8- الإكسير في فكاك الأسير لمحمد بن عثمان المكناسي، بتحقيقه وتعليقاته، الرباط 1965م.

نشاطه المجمعي:

انتخب الأستاذ محمد الفاسي عضوًا عاملًا بالمجمع في سنة 1958م، في المكان الذي خلا بوفاة الشيخ عبد القادر المغربي. يسهم منذ انتخابه في أعمال مؤتمر المجمع إسهامات فعالة، وقد ألقى بالمجمع الكلمات والبحوث التالية: 1- الكلمة التي ألقاها في حفل استقباله. (د35 جلسة 10 للمؤتمر – مجلة المجمع ج 14). 2- تاريخ الدراسة اللغوية بالمغرب الأقصى. (د26 جلسة 10 للمؤتمر – مجموعة البحوث). 3- الأمثال المغربية باللغة العربية العامة. (د27 جلسة 9 للمؤتمر – البحوث والمحاضرات). 4- الأعلام الجغرافية الأندلسية. (د28 جلسة 5 للمؤتمر – البحوث والمحاضرات). 5- مصر في مخطوط من "المسالك والممالك" للبكري. (مؤتمر د 33 – البحوث والمحاضرات). 6- كتاب الفرق لثابت بن أبي ثابت. (مؤتمر د 35 – البحوث والمحاضرات). 7- البربرية شقيقة العربية. (مؤتمر د36 – البحوث والمحاضرات). 8- مخطوط جديد من تاريخ ابن حيان. (مؤتمر د 38). 9- عروض الموشح. (مؤتمر د 40). 10- معجم الألفاظ التركية المأخوذة من العربية. (مؤتمر د 41). 11- اللغة السواحيلية وأثر العربية فيها حاليًّا. (مؤتمر د 43). 12- كتاب ابن عسكر وابن خميس في مشاهير مالقة. (مجلة المجمع ج 41). 13- تصحيح الأوضاع. (مجلة المجمع ج 51). 14- الألفاظ العربية في اللغة البربرية. (مجلة المجمع ج 64). 15- أبو عبد الله محمد الطيب الشرقي. (مؤتمر الدورة 42 – البحوث والمحاضرات).

وقد قال عنه الدكتور إبراهيم مدكور يوم استقباله:

"فنحن أولًا أمام زميل استكمل وسائل البحث والدرس، وتمكن من الثقافة الشرقية في دراسته الأولى، وتابعها في بحوثه ودراساته التالية، وضم إليها الثقافة الغربية، دارسًا وباحثًا أيضًا، ومكنه من ذلك إلمامه بعدد من اللغات، فهو يعرف الفرنسية كأحد أبنائها، كما يعرف الإسبانية، ويعرف فوق هاتين لغتين تعتبران بالنسبة له لغة الموطن والمولد، وهما العربية والمغربية. وإلى جانب هذا استكمل منهج البحث في دراساته المختلفة، فجعله يعرف كيف يلائم بين القديم والجديد، وكيف يسلك سبيل الإصلاح من نواحيها المجدية والعملية، وروحُه الإصلاحية ناحية من النواحي التي قد لا أستطيع أن أطيل فيها، ولكني أحب أن أبيِّن فقط أنه ما كاد يوكل إليه أمر المعهد الذي تربى فيه من قبل، وهو جامعة القرويين، حتى شاء وهو عميد ورئيس أن يعدل تلك النظم القديمة، وأن يربطه بعجلة الزمن، ويدخل عليه الدراسات الحديثة، ويتوسع فيها من رياضيات وعلوم... سواء في مصر أم في مراكش، بل وفي بلاد العالم العربي جميعًا، نحن متفقون على أن ننهض بالعربية نهوضًا يربط حاضرها بماضيها، ويعيد إليها مجدها الغابر، فتصبح لغة العلم والحضارة، وتعبِّر عن عصرنا في كشوفه ومخترعاته، في عُدَده وآلاته، في نُظُمه وقوانينه، في مشاعره وأحاسيسه، وتغذي الآداب والثقافات الأخرى، كما غذيت بها وأخذت عنها. لهذا جئت معنا، أيها الزميل الكريم، وعلى هذا نُعَوِّل عليك كلَّ التعويل، وإني لسعيد أن أرحب بك اليوم باسم أعضاء المجمع عامة، وأن ألقي هذه الأمانة الكبرى على عاتقك، وأنت لها خير كفيل". (مجلة المجمع ج 14).

- -