محمد الخضر حسين

محمد الخضر حسين
1877 - 1958
(سابق 1933) أعضاء
نشأته

ولد الشيخ الأكبر محمد الخضر حسين في سنة 1877م في بلد من أعمال تونس، وحفظ القرآن الكريم وشدا شيئًا من الأدب في بلدته على أيدي علمائها، فتذوق طعم الأدب منذ نشأته، بل حاول نظم الشعر وهو في الثانية عشرة، وبعدها التحق بجامع الزيتونة سنة 1307هـ / 1889م بعد أن نال منه درجة العالمية، ودخل بعد ذلك معترك الحياة فأنشأ مجلة "السعادة العظمى" وهى أول مجلة أنشئت ببلاد المغرب العربي وكانت مجلة علمية أدبية، ثم تولى القضاء في بَنْزرْت سنة 1905م، وتركه ليعمل بالتدريس في جامع الزيتونة، ثم رحل عن تونس إلى دمشق إثر ثورات وطنية، حين صمم الفرنسيون على التنكيل بكل من يوقظ روح الوطنية ضد المستعمر الفرنسي، وعمل في دمشق بالتدريس بالمدرسة السلطانية سنة 1912م، ثم رحل بعدها إلى الآستانة وسافر بعد ذلك إلى ألمانيا مرتين كانت المرة الأخيرة حين احتل الحلفاء الآستانة، وهناك التقى زعماء الحركة الإسلامية كالشيخ عبد العزيز جاويش، والدكتور عبد الحميد سعيد، والدكتور أحمد فؤاد. وانتقل الشيخ بعد ذلك إلى مصر وقام فيها بأعمال جليلة، فاشترك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، وجمعية الهداية الإسلامية، وأصدر مجلتها، وتولى تحرير مجلة "نور الإسلام" وهي التي أصبح الآن اسمها مجلة "الأزهر". وضمه الأزهر إلى علمائه أستاذًا في كلياته، واختير عضوًا في جماعة كبار العلماء، ثم عين شيخًا للأزهر سنة 1952م. وعندما أنشئ مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1932م كان من الرعيل الأول الذين اختيروا لعضويته سنة 1933م. وقد كانت حياة الشيخ كلها دفاعًا عن الدين والوطن العربي، ولقي في سبيل ذلك تغربه عن موطنه. يقول الشيخ في بعض حديثه: "خاطبتني المحكمة الفرنسية سنة 1325هـ، بإشارة من شيخ المدينة أن أكون عضوًا في المحكمة لأحضر حكمها بين الوطني والفرنسي فامتنعت عن هذه العضوية، ولم أرض أن يصدر الحكم الجائر بحضوري".

وكان يرى أن الطريق إلى إعادة مجد المسلمين الضائع هو الإيمان والاتجاه إلى الصناعة والعلوم المادية، وفي ذلك يقول:

أبنـاءَ هذا العصرِ، هل مِنْ نَهضةٍ تَشْفِي غليلًا حَرُّه يَتَصَعَّـدُ هَـذي الصَّنـائعُ ذُلِّلَـتْ أدواتُها وسبيلُها لِلْعالمينَ مُمَهَّـدُ إنَّ المعارفَ والصَّنائعَ عدَّةٌ بابُ التَّرقي من سواها موصدُ

قال عنه الأستاذ محمد علي النجار في حفل تأبينه:

"وجملة القول إن الشيخ اجتمع فيه من الفضائل ما لم يجتمع في غيره إلا في النُّدْرَى، فقد كان عالمًا ضليعًا، وكان مع ذلك عالمًا بأحوال المجتمع ومراميه لا يشذ عنه مقاصد الناس ومعاقد شؤونهم، حفظًا على العربية والدين، يرد ما يوجه إليهما، وما يصدر من الأفكار منابذًا لهما، قوي الحجة حسن الجدال. وكان عفَّ اللسان والقلم، لا يتناول المنقود بما يخزيه وما يثلم عرضه، وكان يكره ذلك لمجادله وخصمه". (مجلة المجمع ج 14).

وله مؤلفات كثيرة، منها:

1- بلاغة القرآن. 2- العظمة. 3- تونس وجامع الزيتونة. 4- الموافقات في أصول الأحكام. 5- علماء الإسلام في الأندلس. 6- الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان. 7- نقض كتاب في الشعر الجاهلي، المكتبة العلمية – بيروت. 8- حياة اللغة العربية. 9- الدعوة إلى الإصلاح. 10- الخطابة عند العرب. 11- تراجم الرجال. 12- خواطر الحياة، (ديوان شعر). 13- رسائل الإصلاح. 14- محمد رسول الله وخاتم النبيين. 15- مدارك الشريعة الإسلامية وسياستها. 16- الخيال في الشعر العربي. 17- نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم. 18- دراسات في العربية وتاريخها، المكتب الإسلامي – دمشق. أعماله المجمعية: (أ) اللجان التي اشترك فيها. اشترك في كثير من لجان المجمع، مثل: لجنة اللهجات، ولجنة الآداب والفنون الجميلة، ولجنة دراسة معجم فيشر، ولجنة الأعلام الجغرافية، ولجنة الأصول، ولجنة معجم ألفاظ القرآن الكريم، ولجنة المساحة والعمارة، ولجنة المعجم الوسيط. (ب) المقالات والبحوث:

البحوث والمقالات التي ألقاها أو نشرها بالمجلة كثيرة، نذكر منها:

1- التضمين. (محاضر جلسات دور الانعقاد الأول). 2- نيابة بعض الحروف عن بعض. (محاضر جلسات دور الانعقاد الأول). 3- المجاز والنقل وأثرهما في حياة اللغة العربية. (مجلة المجمع ج 1). 4- شرح قرارات المجمع والاحتجاج لها (تكملة مادة لغوية وَرَدَ بعضُها في المعجمات ولم ترد بقيتها). (مجلة المجمع ج 2). 5- الاستشهاد بالحديث في اللغة. (مجلة المجمع ج 3). 6- وصف جمع العاقل بصيغة فعلاء. (د14 جلسة 11 للمؤتمر– مجلة المجمع ج 7). 7- اسم المصدر في المعاجم. (د 16 جلسة 9 للمؤتمر – مجلة المجمع ج 8). 8- طرق وضع المصطلحات الطبية وتوحيدها في البلاد العربية. (د 17 جلسة 12 للمؤتمر مجلة المجمع ج 8). 9- الشعر البديع في نظر الأدباء. (د 21 جلسة 8 للمؤتمر – مجلة المجمع ج 11). 10- من وثق من علماء العربية ومن طعن فيه. (د 22 جلسة 2 للمؤتمر – مجلة المجمع ج 12). وقد صدرت له في تونس ترجمة وافية في كتاب "أعلامنا: محمد الخضر حسين" للأستاذ أبي القاسم محمد كرو. وقد وصلني هذا الكتاب وأنا أقدم "المجمعيون في خمسين عامًا" للمطبعة. © 2022 مجمع اللغة العربية الشروط والأحكام سياسة خاصة اتصل بنا

- -