1855 - 1951
(سابق 1933) أعضاء
كان الدكتور فارس نمر باشا أحد أركان النهضة الصحفية في العالم العربي، وكانت حياته حافلة بالجهاد في ميادين اللغة والأدب والنشاط السياسي. ولد في بلدة حاصبيا بسورية، والتحق وهو في السادسة من عمره بمدرسة إنجليزية ببيروت، ثم انتقل منها إلى مدرسة إنجليزية أخرى بالقدس سنة 1863م قضى بها خمس سنوات، ثم عاد إلى بيروت ونال منها شهادة البكالوريا من الكلية السورية سنة 1874م، والتحق بعدها بوظيفة في المرصد. وأنشأ في سنة 1976م مع الدكتور يعقوب صروف مجلة "المقتطف" في بيروت فقامت بنشر العلم والصناعة في وقت كانت فيه البلاد أحوج ما تكون إلى ذلك، ثم انتقل الدكتور نمر (ومعه الدكتور صروف) بمجلتهما إلى القاهرة، واتخذها وطنًا له حتى مماته. وفي مصر أنشأ مع صروف وشاهين مكاريوس جريدة "المقطم" اليومية سنة 1889م، وكانت جريدة المقطم تؤيد سياسة الاحتلال البريطاني وقد تعرضت لغضب الشعب، وانتهى أمرها بالزوال عند قيام ثورة 1952م. وقد أنشأ الدكتور فارس نمر صحيفة ثالثة في سنة 1903م بالخرطوم سماها "السودان". وقد منح لقب دكتور في الفلسفة من جامعة نيويورك سنة 1890م. لقد عمل الدكتور نمر على خدمة العربية وجعلها لغة علمية تعبر عن حاجات العصر ومطالبه. ومقالاته خير شاهد على ذلك، وأنشأ من أجل ذلك المجمع العلمي الشرقي في بيروت سنة 1882م مع الدكاترة: صروف، وموصلي باشا، ووليم فانديك، كما اختارته المجامع اللغوية التي أُنشئت لهذا الغرض عضوًا بها: اختاره لعضويته المجمع اللغوي المصري الذي أنشئ سنة 1916م، وعندما أنشئ مجمع اللغة العربية حرص من أول يوم على أن يكون فارس نمر أحد أعضائه، كما اختاره المجمع العلمي العربي عضوًا مراسلًا.
1- الظواهر الجوية (عن الإنجليزية). 2- سير الأبطال والعظماء (بالاشتراك). وقد كان له نشاط في المجمع كبير فتقدم ببعض المقترحات النافعة مثل جمع الألفاظ التي لم ترد لها جموع، وصوغ جموع لها على القواعد التي أقرها المجمع ونشرها. (د 4 جلسة 8 – محاضر الجلسات). وقد اشترك في عدة لجان مثل: لجنة الرياضيات، ولجنة العلوم الطبيعية والكيميائية، ولجنة الأصول، ولجنة اللهجات ونشر النصوص.
"فحياته العلمية، من غير شك، حياة مملوءة بالجد والصدق والإخلاص للمبدأ. وقد اختير عضوًا بالمجمع اللغوي في مصر منذ أول إنشائه وحياته فيه تستدعي الإعجاب: محافظة على الحضور في الموعد، واشتراك في الأعمال. وما أعجبه إذا كنت تراه في المجمع، وقد بلغ نحو المئة، يدخل فيجلس مكانه المعتاد ويضع النفير على أذنه ليسمع حتى لا يفوته منه كلمة، ويضع المنظار المكبر على عينه... ثم هو يدقق في كلمة يقرؤها أو يسمعها." (مجلة المجمع ج 9).