علي عبد الرازق

علي عبد الرازق
1888 - 1966
(سابق 1947) أعضاء
نشأته

ولد الأستاذ علي حسن أحمد محمد عبد الرازق باشا في سنة 1888م في قرية (أبو جرِجْ) التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا، ودرس في الأزهر في عهد نشاطه العلمي، درس العلوم الشرعية والعقلية واللسانية على أفضل علماء الأزهر، مثل الشيخ أحمد أبو خطوة، والشيخ (أبو عليان). وكان مقبلًا على دروسه، شديد الحب للأزهر، قوي الأمل في مستقبله وإلى جانب دراسته بالأزهر كان يدرس بالجامعة المصرية الأهلية (القديمة). وكانت محاضراتها بمقر الجامعة الأمريكية الآن بالقاهرة، يحاضر فيها أمثال "نللينو" في الأدب العربي وتاريخه، و"ليتمان" في المقارنة بين اللغات السامية. وكان بيته "بيت آل عبد الرازق" معهد بحث دائم، فيه يلتقي علماء الأزهر برجال الأدب، والمحافظون بالمتطرفين. وكان علي عبد الرازق يحضر كل هذا ويستفيد منه. وفي سنة 1912م سافر إلى إنجلترا بعد أن أتم دراسته في الجامع الأزهر وحصل على شهادة العالمية، وألقى في الجامع الأزهر دروسًا في علم البيان وتاريخه. وفي إنجلترا درس اللغة الإنجليزية، والتحق بجامعة أكسفورد، وشرع في دراسة الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع. وقامت الحرب العالمية الأولى فعاد إلى مصر سنة 1915م. وَلِيَ القضاء الشرعي بمحكمة الإسكندرية الشرعية، وانتدب لتدريس الأدب بالمعهد الديني بالإسكندرية. وله تعليقات أدبية لغوية على بعض أجزاء من كتاب العقد الفريد. وفي سنة 1925م، ألَّف كتابًا سماه الإسلام وأصول الحكم، وطبع القسم الأول منه مشتملًا على بحث في تاريخ الخلافة الإسلامية وتطورها؛ فكان لهذا الكتاب صدًى بعيدًا، وكانت له آثار ذات خطر بالغ في تاريخ التطور الديني والسياسي. وقد ترتب على طبع ذلك القسم أن هيئة كبار العلماء في الجامع الأزهر اجتمعت وأصدرت قرارًا بإخراج المؤلف المذكور من زمرة العلماء. وانتخب الأستاذ بعد ذلك عضوًا في مجلس النواب المصري، ثم عضوًا في مجلس الشيوخ المصري. وكان له في كلا المجلسين مواقف رشحته ليكون وزيرًا للأوقاف. وقد انتدب لإلقاء محاضرات في قسم الدكتوراه في الشريعة الإسلامية بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) فألقى فيها محاضرات عن مصدر من مصادر الفقه الإسلامي وهو الإجماع، وقد طبعت هذه المحاضرات سنة 1947م. وكذلك انتدب لإلقاء محاضرات في معهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية، فألقى فيه عدة محاضرات عن حياة الأستاذ محمد عبده سنة 1961م.

نشاطه المجمعي:

اختير الأستاذ علي عبد الرازق عضوًا بمجمع اللغة العربية في سنة 1947م في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور علي إبراهيم باشا، وقد شارك في كثير من أعمال المجمع ولجانه؛ فمن اللجان التي اشترك فيها: لجنة ألفاظ القرآن الكريم، ولجنة الأصول، ولجنة المعجم الكبير، ولجنة ألفاظ الحضارة، ولجنة الأدب. وله مشاركات ظاهرة في أعمال المجلس واقتراحات نافعة.

ومن الكلمات التي ألقاها في هذا المجمع، وهي مدونة له:

1- كلمة في حفل استقباله عضوًا في المجمع. (د 14 للمجلس - مجلة المجمع ج 7). 2- كلمة في تأبين الشيخ محمود شلتوت. (د 30 جلسة 21 للمجلس – مجلة المجمع ج 19). 3- كلمة في تأبين أحمد لطفي السيد باشا. (د 30 جلسة 27 للمجلس- مجلة المجمع ج 18). 4- كلمة في استقبال الأستاذ الأكبر عبد الرحمن تاج. (د30 جلسة 28 للمجلس - مجلة المجمع ج 19). وللأستاذ علي عبد الرازق - غير ما سبق - مقالات ومباحث في كبريات الجرائد والمجلات في مناسبات ومواضيع شتى. والذي طبع من مؤلفاته هو: 1- أمالي علي عبد الرازق في علم البيان وتاريخه: جمع فيه دروسه التي ألقاها في الجامع الأزهر؛ وفيه بحوث تدل على تفاعل الثقافة العربية بالثقافة الحديثة. 2- الإسلام وأصول الحكم: بحث في الخلافة والحكومة في الإسلام. 3- الإجماع في الشريعة الإسلامية: جمع فيه ما تفرق في الكتب العربية من مباحث الإجماع، ولخص فيه محاضراته التي ألقاها على طلاب الشريعة الإسلامية في قسم الدكتوراه بجامعة القاهرة. 4- من آثار مصطفى عبد الرازق: وهو مجموع لعدد من مقالات شقيقه الأستاذ مصطفى عبد الرازق باشا. وهي ذخيرة أدبية واجتماعية. ومما يُشهَدُ له أن أسلوب هذه المقالات يشع بلاغة ودقة وحضارة في التعبير، وهو صورة صادقة لما كان عليه مصطفى عبد الرازق من رقة ودماثة وعفة لفظ. قال عنه الأستاذ عبد الوهاب خلاف يوم استقباله: "وأنا إذ أقدمه لزملائي، أقدم عالمًا دقيق البحث، سليم الذوق، مشغوفًا باللغة وآدابها، وسطًا بين المحافظين والمجددين." (مجلة المجمع ج 7).

وقد قال عنه الدكتور إبراهيم مدكور يوم تأبينه في نوفمبر 1966م:

"نجتمع اليوم لنؤبن شيخًا جليلًا، وعالمًا فاضلًا، وفي التأبين عظة وعبرة، نؤبن رجلًا استطاع أن يقول كلمة الحق، برغم بطش الملكية واستبدادها، ولاقى في سبيلها ما لاقى، ولا قيمة لقوم يضيع الحق بينهم. نؤبن تلميذًا من تلاميذ الأستاذ الإمام، وهم نخبة صالحة حملت المشعل وأنارت السبيل، ورسمت مناهج للإصلاح والتجديد. نؤبنه هنا في هذه القاعة، لنرد إليه شيئًا من اعتباره، والتاريخ يصلح ما أفسد أحيانًا فبالأمس تنكرت له هيئة كبار العلماء وأنكرته، وها هو ذا الأزهر جميعه يودعه اليوم الوداع الأخير في تكريم وتبجيل، ويرحب بتأبينه في هذه القاعة ليحشر في زمرة محمد عبده، ويسير في وفده ميتًا، كما سار فيه من قبل حيًّا." (مجلة المجمع ج

- -