1880 - 1947
(سابق 1940) أعضاء
كان الدكتور علي إبراهيم باشا عطا أكبر جراح مصري في عصره، وكان محبًّا للأدب كثير الاتصال بالأدباء والشعراء. أصله من فوّة، وولد بالإسكندرية في سنة 1880م وتعلم بمدرسة الطب بالقاهرة، وتتلمذ فيها على الدكتور عثمان غالب باشا أستاذ التاريخ الطبيعي الذي كشف عن دورة حياة دودة القطن، وعلى الدكتور محمد باشا الدرّي شيخ الجراحين في عصره؛ وقد لازمهما واستفاد منهما ومن غيرهما. وفي السنة الدراسية الأخيرة ألحق مساعدًا للدكتور سيمرز أستاذ علم الأمراض والميكروبات، وأجريت عليه وظيفة وهو ما زال طالبًا، وكان تشريفًا لعبقريته الواعدة. وقد أثبت جدارته بذلك التشريف حين قام بتجربة أقام فيها الدليل على أن الهواء يحمل مع الغبار ملايين الميكروبات. وبعد أن عمل في عدة مستشفيات في أنحاء مصر، اختير مساعد كبير الجراحين في مستشفى قصر العيني. وقد عمل على نشر الثقافة الطبية بعدة وسائل، فاجتمع هو وزملاء له سنة 1917م وقرروا إصدار مجلة طبية عرفت باسم "المجلة الطبية المصرية" وكان الدكتور علي إبراهيم صاحب امتيازها. واقترح بعد ذلك على زملائه تكوين" الجمعية الطبية المصرية"؛ فتكونت سنة 1920م، واختير رئيسًا لها. وقد عمل عميدًا لكلية الطب، ثم وزيرًا للصحة ثم مديرًا لجامعة فؤاد الأول (القاهرة). ولم تقتصر جهوده على الناحية الطبية، بل إنه أسهم في خدمة المجتمع في نواحٍ أخرى، فقد جمع أهل المهن الطبية سنة 1919م، وحضهم على الانضمام إلى الثورة فخاضوا غمارها مع بقية المواطنين. وجند الشباب لجمع التبرعات، وكان من أثر ذلك تشييد مصنع القرش للطرابيش ومصنع الفرش لغزل الصوف؛ وهما يومئذٍ مشروعان لهما شأن عظيم، وطني واقتصادي. وكان مع حبه للطب مشغوفًا بالأدب والفنون الجميلة، كالتصوير والموسيقا.
1- المضاعفات الجراحية للحمى التيفودية. 2- حصوات الحالب. 3- منشأ الحصوات. 4- خراجات الكبد.
سلاحك من أدوات الحياة وكل سـلاح أداة العطب
اختير الدكتور علي إبراهيم باشا عضوًا في مجمع اللغة العربية سنة 1940م، بالمرسوم الذي صدر بتعيين عشرة أعضاء مصريين، وانتخب زميلًا فخريًّا لكثير من الجمعيات الطبية الأجنبية. ظهر نشاطه بالمجمع في اشتراكه في عدة لجان، مثل: لجنة الطب، ولجنة المساحة والعمارة، ولجنة الكيمياء والطبيعة، ولجنة الهندسة والميكانيكا والكهربية. هذا فضلًا على جهوده في المجلس والمؤتمر؛ وإن من أخص مقترحاته إنشاء لجنة مركزية لتوحيد المصطلحات العربية في العلوم الطبية. (د 7 جلسة 6 للمؤتمر).
"لقد جمع الفقيد في بردتيه العصامية والعبقرية، والإصلاح والزعامة، وطوى في عمره أعمارًا تقدر بمئات السنين، لأنه كان بوقته شحيحًا وبجهوده غير ضنين، ولأنه رزق التوفيق، حتى لكأن الحظ حاباه ووقفت في جانبه الأقدار، فما اضطلع بعمل إلا كتب له فيه النجاح المبين". (مجلة المجمع ج 7).