1888 - 1956
(سابق 1946) أعضاء
كان الأستاذ الشيخ عبد الوهاب خلاف أحد الفقهاء المجددين المجتهدين في الشريعة الإسلامية. ولد بمدينة كفر الزيات في 1888م، وحفظ القرآن الكريم في مكاتبها، ثم التحق بالأزهر، وأكمل دراسته بمدرسة القضاء الشرعي وتخرج منها سنة 1915م. وشغل في حياته عدة وظائف كلها ذات علاقة بالعلم والثقافة ونشر الوعي التشريعي الجديد، فقد كان مدرسًا بمدرسة القضاء الشرعي. وقد قضى فيها مدة من الزمن قبل أن يشغل أحد مناصب القضاء في المحاكم الشرعية، ثم عين في إدارة التفتيش للمحاكم، ثم مديرًا للمساجد، وفى سنة 1936م عين أستاذًا للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وظل بها حتى بلغ سن التقاعد. ولكن الكلية انتدبته بعد ذلك للتدريس في قسم الدراسات العليا. وقد عين عضوًا في مجمع اللغة العربية سنة 1946م. وقد كانت البيئة العلمية العامة في الوقت الذي نشأ فيه عبد الوهاب خلاف ذات لونين أو طابعين: لون قديم ينادى بالتمسك بكل تقليد قائم في تعليم اللغة والشريعة والنفور من الاشتغال بالعلوم، العقلية أو الرياضية، ولون آخر فتيّ جديد بعثه الله على يد الإمام الشيخ محمد عبده في آخر القرن التاسع عشر، وكان ينادي جادًّا بتحطيم هذه القيود وعبور هذه الحدود، وبأن الإسلام، وهو دين العلم بكل ما فيه، لا يقف بالعقل البشرى عند حد معين. وكان الشيخ عبد الوهاب خلاف من أبناء هذه المدرسة. ولقد لقيت تعاليمُها ومبادئها حظًّا وفيرًا من الذيوع على يديه حين كان مدرسًا بمدرسة القضاء الشرعي، فخرَّج جيلًا من القضاة الشرعيين المؤمنين بالتجديد. وحين كان مدرسًا بمدرسة القضاء الشرعي، خرَّج جيلًا من القضاة الشرعيين المؤمنين بالتجديد. وحين كان مديرًا للمساجد أصبح المسجد عاملًا فعالًا في محاربة البدع والخرافات التي علقت بالإسلام. وحين كان أستاذًا بكلية الحقوق كانت الشريعة الإسلامية، بفضل ما صنفه من كتب، من أحب المواد التي يدرسها طلابه، فخَرَّج جيلًا من القضاة المدنيين يحمل رسالة التجديد التي حملها جيل القضاة الشرعيين من تلاميذه.
1- السياسة الشرعية. 2- الأحوال الشخصية. 3- أحكام الوقف. 4- أصول الفقه. 5- مصادر التشريع الإسلامي. 6- نور من القرآن الكريم. 7- نور على نور. 8- الاجتهاد والتقليد. 9- أحكام المواريث. وكان له إلى جانب ذلك بحوث كثيرة ومحاضرات ومقالات. كما أنه كان ممن شاركوا في الإذاعة بأحاديث دينية اتسمت بالتجديد والرشد. وما زالت بعض تسجيلات هذه الأحاديث تذاع حتى الآن.
أما عن نشاطه المجمعي، فقد أسهم في أعمال كثير من لجانه كلجنة ألفاظ الحضارة الحديثة، ولجنة الأدب، ولجنة علوم الأحياء والزراعة، ولجنة القانون والاقتصاد، ولجنة ألفاظ القرآن الكريم، ولجنة اللهجات. وكانت له اقتراحات موجهة، منها: 1- أن تصدر المجلة مرتين في السنة في أول نوفمبر وأول مايو من كل عام. 2- أن ينشر المجمع المصطلحات التي وضعتها اللجان وأقرها المجلس، بحيث تنشر مصطلحات كل علم في نشرة خاصة وتوزع مجانًا على الأفراد والهيئات المختصة بهذه المصطلحات، ويتبع هذا فيما يقر من مصطلحات بعد ذلك. وما أقره المؤتمر من هذه المصطلحات يعاد نشره بعد ذلك في مجلة المجمع. (د 14 جلسة 3 للمجلس).
1- كلمة في استقبال الأستاذ علي عبد الرازق. (د 14 جلسة 14 للمجلس – المجلة ج 7). 2- كلمة عن البحوث الأدبية "مهيار الديلمي وشعره" في الحفل العلني لإعلان نتيجة المسابقة الأدبية لعام 47/1948م. (د 14 جلسة 8 للمؤتمر – المجلة ج 7). 3- الاصطلاحات الفقهية. (د 14 جلسة 8 للمؤتمر – المجلة ج 7). 4- كلمة في تأبين الدكتور أحمد أمين. (د 21 جلسة 30 /5 - المجلة ج 11). وفي حفل التأبين الذي أقامه له المجمع قال عنه الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت: "إن الشيخ عبد الوهاب خلاف إذا كان في حياته المادية شخصًا واحدًا، فإن في حياته العلمية الباقية شخصيات متعددة. فأبناؤه القضاة الشرعيون، وأبناؤه القضاة المدنيون، وأبناؤه المدرسون، والشعوب الإسلامية التي انتفعت بتفسيره وأحاديثه وبحوثه ومؤلفاته – كل أولئك الشيخ خلاف". (مجلة المجمع ج 12).