عبد القادر حمزة

عبد القادر حمزة
1880 - 1941
(سابق 1940) أعضاء
نشأته

كان الأستاذ عبد القادر محمد عبد القادر حمزة من أعلام الصحافة في القرن العشرين، ورائدًا من رواد نهضتها في العصر الحديث. ولد بشبراخيت من أعمال البحيرة في سنة 1880م، ولما أتم تعليمه الابتدائي، ثم الثانوي بمدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية، التحق بمدرسة الحقوق وتخرج منها سنة 1901م. وبعد تخرجه أنشأ مكتبًا للمحاماة بالإسكندرية، وظل في هذه المهنة حتى سنة 1907م، حين اختار لنفسه المهنة التي تألق فيها نجمه وعلا ذكره وهي الصحافة، فاشتغل في صحيفة "الجريدة" التي كان يتولى تحريرها أحمد لطفي السيد. وفي سنة 1910م تألفت شركة في مدينة الإسكندرية لإصدار جريدة "الأهالي"، واختير عبد القادر حمزة رئيس تحريرها وظل يصدرها حتى سنة 1922م. وفي ذلك العام عطلت ستة أشهر فأصدر خلال ذلك صحيفة "المحروسة" لكنها عطلت بعد أن صدر منها واحد وثلاثون عددًا. ولما انتهت مدة تعطيل "الأهالي" في 7 مايو سنة 1922م أعاد إصدارها ولكنها لم تعش أكثر من أربعة أيام وكان ذلك نتيجة لتقلب الأحزاب الحاكمة وعدم حرية الصحافة. فلجأ بعد ذلك إلى النشرات غير الدورية، فأصدر "نداء الحرية" إلا أنها صودرت وهي في المطبعة، ثم أتيح له في نفس العام تحرير "الأفكار" مدة من الزمن. وفي الثامن والعشرين من شهر يناير سنة 1923م أصدر "البلاغ" لكن السلطة العسكرية البريطانية عطلته بعد أربعين يومًا واعتقلت صاحبه. ولما أفرج عنه أصدر صحيفة "الرشيد"، ثم استأنف إصدار "البلاغ" في 18 يونيو سنة 1923م. وظل يصدر حتى وفاته، فأغلق سنة 1953م وإن كان قد تعرض للتعطيل خلال هذه المدة.

وقد انتخب عضوًا لمجلس النواب سنة 1926م وسنة 1930م، ثم عين بعد ذلك عضوًا بمجلس الشيوخ.

ولعبد القادر حمزة – فضلًا عن آلاف المقالات التي دبجها قلمه في مختلف الجرائد التي اشترك في تحريرها، والتي قيل إنها بلغت 20 جريدة من حيث العدد – كتاب على هامش التاريخ المصري الذي قضى زمنًا طويلًا وهو يعده، ودرس من أجله اللغة المصرية القديمة وما كتب باللغة الفرنسية أو ترجم إليها عن هذا التاريخ. وقد وصف الدكتور محمد حسين هيكل هذا الكتاب بقوله: "هذا جهد رجل لم يجلس على كرسي الأستاذية في الجامعة، ولكن أتمنى للذين يجلسون فوق هذا الكرسي جهدًا مثله". وأنا أثبت هذا احترامًا لما قاله الدكتور محمد حسين هيكل، ولكني أضيف إلى ذلك أن الذي لعبد القادر حمزة هو تمهيد في 110 صفحة لترجمة كتاب التاريخ السري لاحتلال إنجلترا مصر تأليف ويلفرد بلنت WILFRED SCAWEN BLUNT. وتاريخ هذا التمهيد في آخره (24 ديسمبر 1928م) وعلى صفحة الغلاف للترجمة العربية عبارة "تمهيد بقلم عبد القادر حمزة". والذي كانت تتناقله الألسنة على أيام شبابنا، عندما نشرت الترجمة واقتنيناها، واطلعنا على هذا الاعتراف الصريح الخاص بالمقدمة التي لا شك في قيمتها التاريخية (والتي لا بد أن تكون مصدر الإيحاء لعبارة الدكتور محمد حسين هيكل)، هو أن الأصل الإنجليزي للكتاب كان يوزع على المترجمين في جريدة البلاغ. والمطبوع بين أيدينا منذ ذلك التاريخ هو مجموع ترجماتهم؛ ولذلك لم يكن متسق الأسلوب، ولا في درجة واحدة من دقة النقل عن الإنجليزية في جميع أجزائه. ويبدو هذا التفاوت في الفجوات التي بين الصفحات التي فيها الأخطاء مثل: 3، 5، 6، 7، 8، 9، 25، 26، 27، 28، 143، 144، 145، 148، 187، 188، 191، 192، 286، 287، 291، 299، 305. وأنا أسجل كل هذا تأييدًا وتصويبًا لرأي الدكتور هيكل، وتنزيهًا للمرحوم الأستاذ عبد القادر حمزة عن الوقوع في مثل هذه الأخطاء في الترجمة.

وقد اختير الأستاذ عبد القادر حمزة لعضوية المجمع في 25 من نوفمبر سنة 1940م، بيد أن المنية لم تتركه يؤدي رسالته التي كان يبغيها في هذا المجمع، إذ اختطفته في السادس من شهر يونيو سنة 1941م فهو كمن قيل عنه: ما جلس حتى ودّع.

- -