عبد الرزاق السنهوري

عبد الرزاق السنهوري
1895 - 1971
(سابق 1946) أعضاء
نشأته

الدكتور عبد الرزاق أحمد السنهوري أحد أعلام الفقه والقانون، وصاحب المؤلفات التي تعد مراجع هامة، وثروة للمكتبة القانونية في بلادنا، وفي الوطن العربي كله، وأحد الذين وقفوا حياتهم على القراءة والدرس والاطلاع والتأليف، حتى صار رأيه حجة، وأصبح أحد الذين تعتمد عليهم بعض الدول الحديثةِ الاستقلالِ في وضع دساتيرها وقوانينها. ولد الدكتور عبد الرزاق أحمد السنهوري بمدينة الإسكندرية، وتلقى فيها تعليمه الابتدائي والثانوي، ونال شهادة الدراسة الثانوية سنة 1913م، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة الحقوق، وحصل منها على الليسانس سنة 1917م. وبعد تخرجه عين عضوًا بالنيابة العامة، وتدرج في الوظائف حتى رقي وكيلًا للنائب العام سنة 1920م. ثم انتقل بعد ذلك لتدريس القانون في مدرسة القضاء الشرعي، إلى أن اختير عضوًا لبعثة في فرنسا، فمكث هناك خمس سنوات من 1921م، وحصل على دكتوراه في العلوم القانونية، ودكتوراه في العلوم الاقتصادية والسياسية، ودبلوم من معهد القانون الدولي من جامعة باريس. وبعد عودته إلى وطنه عين مدرسًا للقانون المدني بكلية الحقوق، ثم رقى أستاذًا مساعدًا، فأستاذًا. ثم انتخب عميدًا للكلية سنة 1936م. وبعد ذلك عاد إلى مناصب القضاء مرة أخرى، إذ اختير قاضيًا بالمحاكم المختلطة، فمستشارًا مساعدًا بقلم قضايا الحكومة، فوكيلًا لوزارة المعارف سنة 1939م، فوزيرًا للمعارف سنة 1946م حتى سنة 1949م حين عين رئيسًا لمجلس الدولة، وظل رئيسًا له حتى سنة 1954م.

وقد قام بأعمال علمية هامة، فقد وضع القانون المدني المصري الجديد، والقانون المدني العراقي الجديد، والقانون المدني السوري الجديد، والقانون المدني الليبي الجديد. ثم سافر إلى الكويت لوضع تشريعاتها الحديثة، وأهمها القانون التجاري، وقانون الشركات، والقانون الجنائي، وقوانين الإجراءات الجنائية، وقانون المرافعات، وبعض التشريعات المدنية، وكثير من التشريعات الأخرى الإدارية والمالية والدستورية. وأسس معهد الدراسات العربية العالية عندما كان رئيسًا للإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية. وقد أوفد إلى مؤتمرات دولية كثيرة: فكان رئيس الوفد المصري في مؤتمر القانون المقارن الأول الذي عقد بباريس سنة 1932م، ورئيسًا للوفد المصري في مؤتمر القانون الثاني الذي عقد في لاهاي سنة 1937م، ورئيس الوفد المصري إلى لندن في مؤتمر فلسطين سنة 1946م، ورئيس الوفد المصري في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1946م، وعضوًا في الوفد المصري الذي تقدم بشكوى مصر ضد إنجلترا أمام مجلس الأمن سنة 1947م.

أهم مؤلفاته القانونية:

1- القيود التعاقدية على حرية العمل. (رسالة للدكتوراه بالفرنسية سنة 1925م). 2- الخلافة الإسلامية وتطورها لتصبح عصبة أمم شرقية. (رسالة للدكتوراه بالفرنسية سنة 1926م). 3- عقد الإيجار. 4- نظرية العقد. 5- الموجز للنظرية العامة للالتزامات. 6- أصول القانون. 7- الوسيط في شرح القانون المدني الجديد (سبعة أجزاء). 8- الوجيز في شرح القانون المدني الجديد (ثلاثة أجزاء). 9- نظرية العقد في الفقه الإسلامي (ستة أجزاء). وله بحوث قانونية كثيرة منها: المعيار في القانون، الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع، المسؤولية التقصيرية في الشريعة الإسلامية، الامتيازات الأجنبية، تنقيح القانون المدني، المفاوضات في المسألة المصرية، الانحراف في استعمال السلطة التشريعية.

نشاطه المجمعي:

الدكتور عبد الرزاق أحمد السنهوري عضو بمجمع اللغة العربية منذ سنة 1946م. وقد أسهم في وضع كثير من المصطلحات القانونية في لجنة القانون والاقتصاد إلى أن لقي ربه في سنة 1971م. وشارك في نشاط المجمع مشاركة فعالة، في مجلسه ومؤتمره ولجانه. وقد ألقى كلمات في جلسات مجلس المجمع ومؤتمره هي: 1- كلمة في افتتاح مؤتمر د 14. (مجلة المجمع ج 7). 2- كلمة في تأبين الأستاذ عبد العزيز فهمي. (مجلة المجمع ج 8). 3- كلمة في تأبين الدكتور عبد الحميد بدوي. (مجلة المجمع ج 21).

وقد قال يوم تأبينه للمرحوم عبد العزيز فهمي:

"كان الفقيد رجل قانون، ورجل سياسة، ورجل أدب وثقافة وتفكير؛ ولكن هذه الجوانب المتعددة كانت تصدر جميعها عن وحدة في شخصه. وهذه الوحدة تتمثل في شخصية قوية عنيفة، إذا هي أحست قوتها امتلأت إباء وأنفة، وإذا هي واجهت الأحداث التهبت عنفًا وثورة. وكان في الفقيد كبرياء وتواضع، كلاهما يصدر عن أصل واحد، هو هذه الشخصية القوية العنيفة، ترفع رأسها تيهًا على الأقوياء، وتخفض جناحها للضعفاء. ولعل الفقيد يطالعك بشخصيته القوية، وهو في تواضعه أكثر مما يطالعك بها وهو في كبريائه. هذه الشخصية العنيفة هي التي جعلت منه رجل كفاح ونضال طوال حياته، وهي التي سيطرت على حياته القانونية والسياسية والفكرية جميعًا. وهي التي جعلته أيان يوجد يشعر الناس بوجوده، وهي السر كل السر في عظمته." (مجلة المجمع ج 8).

وقد قال الدكتور محمد مصطفى القللي يوم تأبين الدكتور السنهوري:

"هذا هو النابغة العظيم الذي نفتقده اليوم، كان منارًا للعلم، وداعية للحق، ومعلمًا أمينًا ارتوى من فيض علمه قولًا وكتابة آلاف الطالبين والباحثين، كان نورًا تجلى في سماء البلاد العربية كافة، أضاء لها سبل الحياة عن طريق القانون، وعاملًا على التأليف بين قلوب أبنائها، وتوحيد تفكيرهم، والتقريب في الأخذ والعطاء بينهم". (مجلة المجمع ج 29). ويسعد مؤلف هذا الكتاب أنه عمل مع الدكتور السنهوري الوزير. فرأى طرازًا من الوزراء نادر الوجود في ذلك الوقت. كنت عميدًا للغة العربية في الوزارة: ورغب أن أعاونه في دراسة القضايا التأديبية التي كانت تعرض عليه. ومن أعجب ما قاله لي يوم ترك الوزارة ليرأس مجلس الدولة: "أترك وزارة المعارف، وقد نجحت في معظم مشروعاتي فيها. ولم أخفق إلا في أمرين اثنين: الدروس الخصوصية، وتوزيع الحجرات في مبنى الوزارة على كبار الموظفين". وبعد بضع سنوات سعدت وتشرفت بزمالته في مجمعنا هذا. وأذكر ميله للتيسير في اللغة، وإعجابه بمنهج المعجم الوسيط وما اشتمل عليه من الألفاظ الحديثة. © 2022 مجمع اللغة العربية الشروط والأحكام سياسة خاصة اتصل بنا

- -