1892 - 1956
(سابق 1951) أعضاء
ولد الأستاذ عبد الحميد العبادى في الإسكندرية في سنة 1892، وأتم تعلميه الابتدائي والثانوي بمدارسها، ثم التحق بمدرسة المعلمين العليا بالقاهرة (مدرسة المعلمين الخديوية)، وبعد تخرجه منها سنة 1914م، عمل مدرسًا في المدارس الثانوية للجمعية الخيرية الإسلامية، وفي خلال وظيفته هذه كان يدرس في الجامعة المصرية القديمة. ثم عين مدرسًا للتاريخ الإسلامي بمدرسة القضاء الشرعي، ثم أستاذًا للتاريخ الإسلامي في دار العلوم وعند إنشاء الجامعة المصرية الحكومية نقل للتدريس فيها، وشغل كرسي الأستاذية لمادته، وقد انتدب لتدريس التاريخ الإسلامي بقسم التخصص بالأزهر حين إنشائه في سنة 1929م. ومن مظاهر نشاط الأستاذ العبادى التحاقه بكلية الحقوق وحصوله على درجة الليسانس منها. وحين أنشئت كلية الآداب بالإسكندرية نقل الأستاذ العبادى إليها، واختير عميدًا لها، وفي سنة 1952م عين أستاذًا بمعهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة (الملحق بجامعة الدول العربية)، وقد سعدتُ بزمالته في التدريس بقسم التخصص في الأزهر، وكانت سنة عرفت فيها مثلًا كريمًا في دماثة الخلق، وهدوء الحديث، والتزام الفصحى، وتواضع العلماء. وكان الأستاذ العبادى عضوًا مؤسسًا بلجنة التأليف والترجمة والنشر، وعضوًا مراسلًا للمجمع العلمي العربي بدمشق.
عدا المقالات والبحوث التي نشرت له في الصحف والمجلات – عدة كتب بعضها ترجمة وبعضها تأليف وبعضها تحقيق، نذكر منها: 1- تاريخ المسألة المصرية 1875 – 1910م تأليف ثيودور روشتين (ترجمة بالاشتراك، سنة 1923م). 2- علم التاريخ: تأليف هرنشو (ترجمة، وأضاف إليه فصلًا عن التاريخ عند العرب، سنة 1937م). 3- الدولة الإسلامية: تاريخها وحضارتها (بالاشتراك) سنة 1954م. 4- صور من التاريخ الإسلامي (جزآن) 1947 - 1953م. 5- المجمل في تاريخ الأندلس 1958م. 6- نقد النثر المنسوب لقدامة بن جعفر (حققه بالاشتراك مع الدكتور طه حسين) سنة 1933م. 7- راجع كتاب "أدب الأندلس وتاريخها": تأليف ليڤي بروڤنسال، وترجمة الدكتور محمد عبد الهادي شعيرة سنة 1950م. 8- راجع كتاب "الحضارة الإسلامية" تأليف جرونباوم، وترجمة الأستاذ عبد العزيز جاويد. وقد ألقى بالمجمع الكلمات والبحوث التالية: 1- الكلمة التي ألقاها في حفل استقباله، وقد نوه فيها بذكرى سلفه الدكتور محمد شرف. (د17 جلسة 23 للمجلس – المجلة ج 8). 2- الحسبة وفائدتها: في المعجمين الوسيط والكبير. (د 18 جلسة 1 للمؤتمر – المجلة ج 8). 3- ثلاث حوادث في التاريخ الإسلامي ساعدت على نمو العربية وانتشارها. (د 19 المجلة ج 9). 4- الصلة بين الشعر والتاريخ السياسي في القرن الأول الهجري. (د21 جلسة 1 للمؤتمر المجلة ج 11).
لقد ضم مجمع اللغة العربية الأستاذ عبد الحميد العبادي إلى أسرته، فاختاره عضوًا عاملًا سنة 1951م، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور محمد شرف. وقد ظهر نشاطه في: لجنة الجغرافيا والتاريخ، لجنة المعجم الوسيط، لجنة الأدب. ومن اقتراحاته الجديرة بالرعاية: تسجيل تاريخ الكلمة في أثناء التعليق عليها والتعريف بها كلما أمكن ذلك. (د 18 جلسة 2 للمجلس).
"وللأستاذ العبادي مدرسة تاريخية قويمة المنهج، تلاميذها ظاهرون من كل جهة درس بها، وله مذكرات يتداولها طلبته ويؤلفون منها أو يؤلفون على مثالها، وآراؤه في التاريخ تنتظر ويستمع إليها ويتناقلها الباحثون، ولكنه على هذا قليل التأليف ضنين بالنشر ضنًّا يكاد يكون عن إصرار ورأي." (مجلة المجمع ج 8).