1908 - 1991
(سابق 1958) أعضاء
ولد الدكتور عبد الحليم منتصر بقرية الغوابين بمركز فارسكور بمحافظة دمياط في سنة 1908م، وأتم دراسته الابتدائية بمدرسة فارسكور الابتدائية، وحصل على شهادة الكفاءة من مدرسة المنصورة الثانوية الأميرية، ثم حصل على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة الجيزة الثانوية. والتحق بكلية العلوم بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة) ليتخرج منها سنة 1931م، حاصلًا على درجة البكالوريوس في العلوم، متخصصًا في علم النبات، ومتتلمذًا على العالم الشهير "أوليڤر". ثم حصل على درجة الماجستير سنة 1933م، وأوفد في بعثة على إنجلترا وسويسرا حيث تتلمذ على أستاذيه "سالسبري" و"شودات"، وحصل على درجة الدكتوراه سنة 1938م، وكان أول من حصل على هذه الدرجة من الجامعة المصرية. وقد تدرج في وظائف التدريس بالجامعة منذ تخرجه إلى أن عين أستاذًا للنبات بكلية العلوم بجامعة عين شمس ثم عميدًا لها، ثم اختارته حكومة الكويت مديرًا لجامعتها المنشأة وبقي هناك حتى عاد في سنة 1964م. والدكتور عبد الحليم منتصر عالم نباتي، ضليع في اللغة والأدب العربي. وله نشاط متعدد النواحي، فهو عضو عامل في عدة جمعيات علمية: فهو رئيس جمعية خريجي كليات العلوم، ونقيب المهن العلمية لعدة سنين، ورئيس تحرير مجلة "رسالة العلم" التي تصدرها جمعية خريجي كليات العلوم منذ يناير سنة 1934م، والأمين العام للاتحاد العلمي المصري، والأمين العام للاتحاد العلمي العربي، وعضو المجمع المصري للعلوم، ووكيل الجمعية النباتية المصرية، والأمين العام للمؤتمرات والدورات العلمية التي ينظمها الاتحاد العلمي العربي، والمشرف على المطبوعات والكتب للاتحاد العلمي العربي والمصري، وعضو جمعية البيئة النباتية البريطانية، وعضو جمعية علم البيئة النباتية الأمريكية، وعضو جمعية تقدم العلوم الأمريكية، وعضو الجمعية الدولية لعلم البيئة الصحراوية بالهند، ومحرر علمي بمجلة علم البيئة النباتية بالهند، وأستاذ مشرف لسلسلة تراث الإنسانية، وأستاذ لتدريس الفكر العلمي الإسلامي بمعهد الدراسات الإسلامية، ولتدريس العلوم عند العرب بمعهد الدراسات العربية العالية، وانتخب عضوًا بمجمع اللغة العربية سنة 1958م، في المكان الذي خلا بوفاة الأستاذ عبد الحميد العبادي. ومثل مصر في كثير من المؤتمرات العلمية.
ويعد الدكتور منتصر صاحب مدرسة في بحوث علم البيئة النباتية، وله في هذا المجال نحو سبعين بحثًا مبتكرًا كلها منشورة في المجلات العلمية المتخصصة، وقد أجراها بمفرده أو بالاشتراك مع تلاميذه، وكان من مظاهر التقدير لبحوثه أن اختارته الجمعيات العلمية الأجنبية عضوًا بها. كما اختارته جامعات أجنبية ممتحنًا لرسائل الدكتوراه فيها. وتدور بحوثه حول دراسة البيئة النباتية في مصر وخاصة البيئة الصحراوية، وعلاقة النبات بالتربة والبيئة الذاتية لكثير من النباتات، والعلاقة بين الكائنات الحية الدقيقة في التربة والنباتات الراقية، كما نشر مع أحد زملائه مؤلفًا ضخمًا عن نباتات مصر. وتخرج على يديه مئات من حملة البكالوريوس في النبات وعشرات من الحاصلين على درجة الماجستير والدكتوراه. وهو رائد من رواد النهضة العلمية في العصر الحديث، وأحد قادة نشر الثقافة العلمية باللغة العربية: قاد دعوة موفقة لتعريب العلم، وتدريس العلوم في الجامعات باللغة العربية. وإنه ينشر الدعوة منذ أكثر من ثلاثين عامًا. وكان قد أنشأ جمعية أنصار اللغة العربية بكلية العلوم، وقد نجحت هذه الدعوة وكانت المجلة التي يرأس تحريرها منذ إنشائها مدرسة للمشتغلين بالعلم، ينشرون بها نتائج قرائحهم مع ترجمة المصطلحات العلمية، وفي سبيل نشر الثقافة العلمية باللغة العربية اضطلع الدكتور منتصر بالإشراف على نشر عدد كبير من الكتب السنوية أو مجموعات المحاضرات والبحوث والدراسات التي تنشرها الهيئات العلمية المختلفة مما يقدر بنحو ثلاثين مجلدًا. كما قام بنشر عدد من الكتب العلمية المبسطة والمقالات العديدة في الصحف والمجلات، لا في مصر وحدها، بل في كثير من البلدان العربية كذلك، مثل دمشق وبيروت والرياض والكويت. وقد نشرت له بحوث عديدة في سلسلة اقرأ، وتراث الإنسانية، والهلال، والمصور، والأهرام، والسياسية الأسبوعية، والثقافة، والرسالة، والعلوم، والكتاب، والقافلة، والعربي، ورسالة العلم، ومجلة المجمع اللغوي، مما لا يكاد يقع تحت حصر، وما لو عني بجمعه لملأ مجلدات ضخمة. وقد تابع الدكتور منتصر هذا النشاط العلمي الفائق في ميادينَ مختلفة، فقد ألف وترجم وراجع الترجمة لعدد من الكتب العلمية يزيد على الثلاثين كتابًا تحمل اسمه كمؤلف أو مترجم أو مراجع ترجمة، وحصل على جائزة التفوق العلمي من وزارة التربية والتعليم سنة 1938م عن كتابه حياة النبات، ورشحته الهيئات العلمية لنيل جائزة الدولة التقديرية للعلوم. وللدكتور منتصر جهوده العظيمة في ترجمة المصطلحات العلمية، وقد أشرف وشارك في ترجمة ألوف منها، وهو عضو في جميع لجان العلوم الطبيعية في مجمع اللغة العربية، من طبيعة، ورياضة، وكيمياء، وچيولوچيا وأحياء، وطب، فضلًا عن عضويته في لجنة ألفاظ الحضارة، ولجنة المعجم الكبير، ولجنة تيسير الكتابة، ولجنة إحياء التراث العربي. وقد اشترك في وضع قاموس يضم نحو خمسة وثلاثين ألف مصطلح، أصدرته إدارة التدريب المهني للقوات المسلحة، كما شارك في الفحص والتقديم لعدد كبير من الكتب الفنية التي تضطلع بترجمتها وإصدارها تلك الإدارة. وقد نظم الدكتور منتصر دعوة موفقة للتعريف بالعلماء العرب ونشر أعمالهم، وكذلك بما كتب وحاضر وأذاع من عديد الأحاديث والمقالات والمحاضرات في المجلات والصحف المختلفة ومن محطات الإذاعة، وهى دعوة أساسها الربط بين ماضينا المشرق، وحاضرنا الوثاب، وتجلية أعمال العلماء العرب في العلوم الطبيعية، القدامى منهم والمحدثين ، وقد تُرْجَم عدد كبير من أحاديثه تلك وأذيع ضمن الإذاعات الموجهة لتعريف الأجانب والشرق بالعلماء العرب، كما شارك في وضع دليل (ببليوجرافي) لأعمال هؤلاء العلماء، فعرف بعشرات من مؤلفاتهم. قيل عنه في تقديمه عضوًا بالمجمع: أما غيرته على اللغة العربية فقد صارت فيه طبيعة، تشهد عليها تصانيفه العلمية باللغة العربية، وسعيه المتواصل في أن تكون هذه اللغة هي اللغة التي تدرس بها العلوم في الجامعات. آمن الدكتور منتصر برسالة المجمع فأقبل عليه، وأخذ يعمل لها ويدعو إلى تحقيقها. وما إن صار أحد أعضائه حتى قدم في استقباله اقتراحًا للنهوض بالمجمع وجعله يؤدي رسالته على أكمل وجه، فقد اقترح إنشاء مكتب خاص بالمصطلحات بالمجمع، تعينه جامعة الدول العربية، ويشارك في جهوده الاتحاد العلمي العربي لتنظيم هذه المصطلحات وترتيبها، وللاتفاق على الترجمة وتوحيدها ونشرها.
النتح والثغور في النباتات الصحراوية – النتح في النباتات – بيئة بحيرة المنزلة – التربة المصرية ونباتها – التربة والنبات في مريوط – البيئة الذاتية للسلسلة والقرمل، والهليتروب، والرطريط، والشويك، والحرا، والبوال، وفارستيا، وغيرها – والعلاقة بين عوامل التربة ونمو الجذور، وأثر الكائنات المجهرية في التربة على نمو النبات – وتغذية النبات في أرض غير مستصلحة – والمقاومة الأحيائية لبعض الأمراض النباتية – ومنسوب الماء الأرضي وأثره على نمو الجذور في بعض النباتات – وبيئة الكويت ونباتها، وغيرها.
حياة النبات – نباتات مصر – الوراثة والجنس – حرب الخامات – الضائع من الموارد العلمية في البلاد العربية – نباتات الكاكتس – أصول علم النبات – صحارى مصر – أسس علم النبات. ومن ترجماته أو مراجعاته: العلم في حياتنا اليومية (جزآن) – قادة العلم في العصر الحديث (جزآن) – تاريخ العلم عند العرب – فجر الحياة – العلم الإغريقي – العلم وأصل الكائنات – الكشف والفتح – العلم والإنسان الحديث – تحقيق كتاب الشفاء لابن سينا – الحياة على مر العصور – تشريح النبات – بيئة النبات – أصل الأنواع (جزآن) – العالم المصنوع من حولنا – الجنس البشرى يتطور.
للدكتور عبد الحليم منتصر نشاط كبير بالمجمع، وهو عضو باللجان العلمية، وقد ساهم في أعمال مجلس المجمع ومؤتمره. ومن الكلمات والبحوث التي ألقاها بالمجمع أو نشرها بمجلته: كلمة في حفل استقباله. (د 25 جلسة 7 للمؤتمر – مجلة المجمع ج 4). مشكلة المصطلحات العملية والطريقة العلمية لحلها. (مجلة المجمع ج 13). التفكير العلمي الإسلامي. (مجلة المجمع ج 15). العلم وغزو الفضاء. (مجلة المجمع ج 17). تطور الفكر العلمي ومسايرة اللغة العربية له. (د 32 جلسة 5 للمؤتمر). حاجتنا إلى معجم علمي عربي موحد. (د 33 جلسة 4 لمؤتمر بغداد – البحوث والمحاضرات). كلمة في تأبين المرحوم الأمير مصطفى الشهابي. (مجلة المجمع ج 24). كلمة في تأبين المرحوم الأستاذ مصطفى نظيف. (مجلة المجمع ج 28). كلمة في تأبين المرحوم الدكتور قدري حافظ طوقان. (مجلة المجمع ج 29). 10- كلمة في استقبال الدكتور محمد يوسف حسن والدكتور محمود مختار. (مجلة المجمع ج 35). 11- مع ابن سينا في كتابه "الشفاء". (مجلة المجمع ج 35). 12- خصائص اللغة العربية في التعبير العلمي. (مجلة المجمع ج 33).
"أقدم اليوم منتصرًا إلى المجمع وأنا مطمئن من جهته، إن مدحتُه فلن يغترّ، وإن قبحته فلن يغضب، سيحمل الأولى على أنها تحية صديق مجامل، وسيحمل الثانية على أن الكمال لله وحده". (مجلة المجمع ج 14). وهو معار إلى الجامعات العربية في الخارج منذ سنة 1975م.