1911 - 1996
(سابق 1985) أعضاء
ولد الدكتور حسين مؤنس بمدينة السويس عام 1911م. وظل والده يتعهده- منذ نعومة أظفاره وطوال تعليمه – ويُحسن تعهده، وظل فترة عين والديه؛ لسبقه وتفوقه بين أترابه في التعليم حتى إذا نال الشهادة الثانوية في التاسعة عشرة من عمره جذبته إليها كلية الآداب بما كان فيها من أعلام نهضتنا الأدبية والفكرية، وتخرّج سنة 1934م متفوقًا على أقرانه، غير أن كلية الآداب لم تكن قد أخذت بعد بنظام المعيدين فعُين ببنك التسليف مترجمًا عن الفرنسية، وفي عام 1937م حصل على درجة الماجستير برسالة كان موضوعها "فتح العرب للمغرب" ظفرت بإعجاب لجنة الامتحان، وبعدها عُين معيدًا بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة. ولم يلبث أساتذته أن رأوا من الخير إرساله في بعثة إلى فرنسا لإكمال دراسته العليا، وسرعان ما حصل في سنة 1938م على دبلوم دراسات العصور الوسطى من جامعة باريس، وفي السنة التالية حصل من الجامعة نفسها على دبلوم في الدراسات التاريخية من مدرسة الدراسات العليا. وبعد نشوب الحرب العالمية الثانية انتقل إلى سويسرا وجامعة بازل بها وأكمل دراسته في جامعة زيورخ، ونال منها درجة الدكتوراه في التاريخ سنة 1943م، وعُين مدرسًا بها في معهد الأبحاث الخارجية. وعندما وضعت الحرب أوزارها عاد الدكتور حسين مؤنس إلى القاهرة وجامعتها سنة 1945م، وعُين مدرسًا بقسم التاريخ في كلية الآداب، وأخذ يُرقّى في وظائفه العلمية إلى أن عُين أستاذًا للتاريخ الإسلامي سنة 1954م. وانتدبته وزارة التربية والتعليم فيما بين عامي 1952 و1957م مديرًا عامًّا للثقافة بجانب عمله العلمي في الجامعة، فأنشأ بها مشروعًا لتثقيف الشباب باسم مشروع (الألف كتاب).
وفي سنة 1957م عُين الدكتور حسين مؤنس مديرًا لمعهد الدراسات الإسلامية فظل به اثني عشر عامًا مشرفًا على طلاب البعثات المصرية بمدريد في الدراسات الإنسانية والفنون. وأحيل إلى التقاعد فدعته جامعة الكويت للمساعدة في إنشائها وتأهيل طلابها، وعُين بها أستاذًا بقسم التاريخ ثم رئيسًا له حتى سنة 1977م. وعاد إلى القاهرة فعين أستاذًا غير متفرغ في قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، واستقبلته الصحافة مرحبة ورأس تحرير مجلة "الهلال" سنوات متعاقبة، وتحول منها إلى مجلة "أكتوبر" الأسبوعية.
الدكتور حسين مؤنس عالم كبير في مجالات التأليف والتحقيق والترجمة والبحوث العلمية والكتابة الأدبية.
أولًا: في مجال التأليف: 1– فتح العرب للمغرب. 2– كتاب "فجر الأندلس". 3– معالم تاريخ المغرب والأندلس. 4– شيوخ الفكر بالأندلس. 5– تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس. 6– دراسات في السيرة النبوية. 7– عالم الإسلام. 8– الإسلام الفاتح. 9– أطلس تاريخي للشعوب الإسلامية. 10– المساجد. 11– نور الدين محمود بطل الحروب الصليبية. 12– مصر ورسالتها. 13– ابن بطوطة ورحلاته. 14– الحضارة.
ثانيًا: في مجال تحقيق التراث: 1– رياض النفوس، لأبي بكر المالكي (1951م). 2– أسنى المتاجر في بيان أحكام من غلب على وطنه النصارى ولم يهاجر، للونشريشي (1957م). 3– ضوابط دار السكة، لأبي الحسن بن يوسف الحكيم (1965م). 4– الحلة السيراء، لابن الأبار (1963م). 5– وصف قديم لقرطبة (1965م).
ثالثًا: في مجال الترجمة: 1– تراث الإسلام- الفصل الخاص بإسبانيا والبرتغال. 2– الدولة البيزنطية، لنورمان بينز (1950م). 3– الشعر الأندلسي، لغرسيه غوس (1952م). 4– تاريخ الفكر الأندلسي، لبالنثيا (1955م). 5– قصة "غاب القمر"، لجون شتاينيك (مسرحية من ثمانية مشاهد 1956م). 6– الزقاق الدامي، للوركا (1964م). 7– ثورة فلاحين، رواية للوب دي فيما (1968م). 8– طب الأسنان عند العرب، لأوتوشبيس (1998م). 9– تراث الإسلام - خمسة فصول (1978م).
رابعًا: بحوث منشورة: للدكتور حسين مؤنس بحوث تعد بالعشرات منشورة في الدوريات العلمية العربية والأجنبية منها: 1– السيد القنيطور وعلاقاته بالمسلمين. 2– غارات النورمانيين على الأندلس بين عامي 229 و 245هـ. 3– سبع وثائق جديدة عن دولة المرابطين. 4– البربر والفتح الإسلامي للمغرب. 5– نصوص سياسية عن فترة الانتقال من المرابطين إلى الموحدين. 6– الفولكلور: تاريخه ومدارسه ومناهجه. 7– الصحراء الكبرى وطرق التجارة الإسلامية. 8– أدارسة صقلية. 9– فزان وأثرها في انتشار الإسلام في أفريقية. خامسًا: المجال الأدبي، له من الأعمال الأدبية: 1– رحلة الأندلس. 2– أهلًا وسهلًا. 3– آدم يعود إلى الجنة. 4– حكايات خير ستان وإدارة عموم الزير.
اختير الدكتور حسين مؤنس عضوًا بالمجمع في سنة 1985م، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور محمد محمود الصياد. ومنذ هذا التاريخ وهو يشارك في نشاطاته بالمجلس والمؤتمر واللجان، ومن كلماته التي ألقاها بالمجمع: - كلمة في حفل استقباله. (مجلة المجمع ج 57). - كلمة في تأبين الأستاذ محمد عبد الله عنان. (مجلة المجمع ج 61). - كلمة في تأبين الأستاذ عبد العزيز محمد حسن. (مجلة المجمع ج 74).
"لو أن المرء تأمَّل ما خلَّفه قلم حسين مؤنس من كتب ودراسات لما تمالك نفسه من العجب: كيف ينتمي كل هذا النتاج إلى قلم واحد، وهو كثير على جيل من الباحثين؟ إن إنتاج حسين مؤنس في سائر الميادين يتعذَّر استقصاؤه وهو – في تنوِّعه ودلالاته وجودته الفائقة - يتطلب أكثر من دراسة. رحم الله هذا القلم الذي لم يخلد إلى راحة، والذي كان غذاءً روحيًّا وعقليًّا ممتعًا لجمهور عريض من القراء على مدى أكثر من نصف قرن." (مجلة المجمع ج 83).