أحمـد هـريدي

أحمـد هـريدي
1906 - 1984
(سابق ) أعضاء
نشأته

ولد الأستاذ الشيخ أحمد هريدي سنة 1906م ببلدة النقاعي التابعة لمركز ببا بمحافظة بني سويف. وحفظ القرآن الكريم بكتاب القرية، ودرس بالجامع الأزهر، وعندما أنشئت كلية الشريعة التحق بها، وكان تخصصه في القضاء الشرعي، وتخرج فيها سنة 1936م، وكان أول خريجيها.

وقد بدأ حياته العملية موظفًا قضائيًّا بالمحاكم الشرعية، ثم عين قاضيًا من الدرجة الثانية في سنة 1941م، واختير للتفتيش القضائي الشرعي بوزارة العدل، ثم عين قاضيًا من الدرجة الأولى في سنة 1948م، ثم وكيلًا للمحكمة الكلية الشرعية سنة 1952م، ثم رئيسًا لمحكمة المنصورة الشرعية سنة 1954م، وعندما ألغيت المحاكم الشرعية عين رئيس نيابة بمحكمة النقض سنة 1955م.

وعُين مفتيًا لجمهورية مصر من سنة 1960م حتى سنة 1970م، وفي سنة 1973م عين عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.

وللأستاذ الشيخ أحمد هريدي، إلى جانب هذا النشاط الرسمي، نشاط علمي في مجال الفقه الإسلامي، فقد شارك في عدة مؤتمرات ولجان، وأسهم ببحوث في هذا الميدان، فكان عضوًا باللجنة التي اختارت قانون الأحوال الشخصية للمسلمين، وأسهم في لجنة تعديل القوانين، واستمداد أحكامها من الشريعة الإسلامية سنة 1972م بمصر والكويت، وشارك في لجان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وكان رئيس لجنة موسوعة الفقه الإسلامي. وهو عضو بالمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وكان يحضر مؤتمرها السنوي. كما أسهم في المؤتمر الإسلامي بماليزيا سنة 1968م، وألقى فيه بحثًا عن نظام الزكاة.

أما بحوثه فكثيرة، نشر بعضها في أعداد من موسوعة الفقه الإسلامي، وكثير منها مازال مخطوطًا، مثل نظام الحكم في الإسلام، ونظام القضاء في الإسلام، ونظام الزكاة، والولاية على النفس والمال، ورؤية الهلال، والإسقاط والولاية العامة والخلافة، ونظام الشهادة وقتل الجاسوس، ونظام تطبيق الحدود الشرعية.

نشاطه المجمعي:

اختير الأستاذ الشيخ أحمد هريدي لعضوية مجمع اللغة العربية سنة 1979م، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور محمد كامل حسين. ومنذ اختياره لعضوية المجمع وهو يشارك في أعمال مجلسه ومؤتمره ولجانه، ولا سيما لجنتا المعجم الكبير، ولجنة معجم ألفاظ القرآن الكريم. ومما يذكر لفضله أنه كثيرًا ما كانت تطرأ مشكلات فقهية تتصل بمعاني بعض الألفاظ، وكنت أحيلها عليه: فكان يرسل بالرد بحثًا مستفيضًا، وكنت آخذ من البحث ما يكفي في نطاق المعجم، وأحوِّل البحث على المجلة لينشر حفاظًا على محتواه ومستواه. أما كلمته التي ألقاها في المجمع فقد كانت في حفل استقباله. (مجلة المجمع ج 45).

وقال عنه الدكتور أحمد الحوفي يوم استقباله:

"يسرني أن أقدم إلى المجمع الموقر عالمًا جليلًا يليق بالمجمع، ويليق به المجمع، لأنهما يتشابهان في عدة وجوه. ولقد عرفته وخبرته وصاحبته، فكان في كل شؤونه صاحب أخلاق فاضلة، وسجايا طيبة". (مجلة المجمع ج 45).

- -