1886 - 1954
(سابق 1940) أعضاء
ولد الدكتور أحمد أمين بحي الخليفة بالقاهرة، وتلقى تعليمه الأولي وحفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ الأزهري، وفي بعض الكتاتيب. ثم التحق بالأزهر، ولم يكد يجاوز في دراسة الأزهر مرحلة فسيحة حتى دخل امتحانًا من أجل وظيفة تدريس في مدرسة خاصة بطنطا، ثم صار مدرسًا للغة العربية في الإسكندرية بمدرسة راتب باشا، ثم عاد إلى القاهرة ليعمل مدرسًا في إحدى المدارس، وعندما افتتحت مدرسة القضاء الشرعي سنة 1907م التحق بها، وتخرج منها سنة 1911م حاصلًا على شهادة العالمية، فعُيِّن فيها مدرسًا عقب تخرجه حتى سنة 1913م حيث نقل قاضيًا في محكمة أسيوط الشرعية، ولم يلبث أن عاد مدرسًا بمدرسة القضاء الشرعي، وظل بها حتى سنة 1921م، ثم تقلب في المحاكم الشرعية حتى استقر في كلية الآداب سنة 1926م وفيها منح الدكتوراه الفخرية، وفي سنة 1939م أسندت إليه عمادة الكلية.
على نشر الثقافة، وهذا ما دعاه إلى أن يؤلف مع زملاء له سنة 1914م "لجنة التأليف والترجمة والنشر"، واختير رئيسًا لها، وكان هذا الاختيار يجدد كل عام طول حياته، وقد دعاه حبه لنشر الثقافة كذلك إلى إصدار مجلة "الثقافة" وكانت أسبوعية. وكان له الفضل في دعم إدارة الثقافة العامة بوزارة المعارف (التربية والتعليم)، وكان له يد كذلك في إنشاء جامعة الثقافة الشعبية، كما وضع الأسس الأولى لإدارة الثقافة بجامعة الدول العربية.
فقد ضرب في ميادين شتى في الفلسفة والأخلاق والأدب، واللغة والفقه الإسلامي؛ فكان من إنتاجه دراسته الشاملة للحياة الفكرية والعقلية في الإسلام، فألف: فجر الإسلام، وضحى الإسلام، وظهر الإسلام. ولما لم يستطع أن يتم هذه السلسلة بما بقي من عصور أخرج كتابًا، في حاضر الإسلام سماه يوم الإسلام.
أخرى منها: 1– حياتي. 2– قصة الأدب في العالم (بالاشتراك). 3– حي بن يقظان. 4– الصعلكة والفتوة في الإسلام. 5– الأخلاق. 6– مبادئ الفلسفة (مترجم). 7– النقد الأدبي (جزآن). 8– قصة الفلسفة اليونانية (بالاشتراك). 9– زعماء الإصلاح في العصر الحديث. 10– قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية. 11– قصة الفلسفة الحديثة (بالاشتراك). 12– فيض الخاطر (تسعة أجزاء)، وهو مجموع مقالات أدبية واجتماعية وسياسية.
حقيق التراث العربي، ومما حققه (بالاشتراك): 1- الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان. 2- العقد الفريد لابن عبد ربه. 3- شرح المرزوقي لحماسة أبي تمام.
على أن يكون الدكتور أحمد أمين عضوًا بها، فكان عضوًا مراسلًا في المجمع العلمي العربي بدمشق منذ سنة 1926م، وبالمجمع العلمي العراقي، واختير عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية في سنة 1940م.
"إنني كلما بحثت في آثار فقيدنا العزيز ي الفقه وفي التشريع، وفي كل ناحية جال فيها بالبحث، حزنت أشد الحزن، واعتقدت أننا خسرنا بفقده، خسارة فادحة." (مجلة المجمع ج 11).
"عاش أحمد أمين حياة مليئة خصبة؛ لأنه أراد أن تكون حياته مليئة خصبة". وقال عنه الدكتور زكي المحاسني في محاضراته التي ألقاها عنه بمعهد الدراسات العربية العالية (1962 – 1963م): "كان أحمد أمين ذا تأثير كبير في الدراسات الإسلامية الحديثة وفي البيئات العلمية، والثقافية، لا في مصر وحدها، بل في أنحاء العالم الذي يعنى بمثل هذه الدراسات في الشرق والغرب." ترجم أحمد أمين لنفسه في كتاب حياتي التي صدرت طبعته الأولى عام 1950م، وطبعته الثانية عام 1952م، وتوالت الطبعات بعد ذلك، ثم أعيد نشره عام 2003م في مكتبة الأسرة. وكتب عن ابنه الأكبر السفير حسين أحمد أمين كتابًا بعنوان في بيت أحمد أمين صدر عن دار الهلال العدد 415/ 1985م. ولهذا الكتاب مقدمة ضافية كتبها ابنه جلال بعنوان: سلطان العقل عند أحمد أمين، وهو مقال قيم يقدم لنا مفتاحًا لشخصية هذا العالم الجليل. وكتب جلال أمين عنه ما يقرب من خمسين صفحة في سيرته الذاتية التي نشرها بعنوان ماذا علمتني الحياة؟ ظهرت عام 2007م، ثم توالت طبعتها حتى الطبعة الثامنة عام 2017م.
كان للدكتور أحمد أمين في ميدان المجمع اللغوي نشاط كبير ملحوظ – فقد اشترك في كثير من لجانه، منها: لجنة الأصول، ولجنة الأدب، ولجنة ألفاظ الحضارة، ولجنة المعجم الوسيط. ولم يقتصر عمله على اللجان بل شارك مشاركة فعالة في النواحي الإدارية. ومن البحوث التي ألقاها: 1– اقتراح ببعض الإصلاح في متن اللغة. (د 10 – جلسة 7 المؤتمر – مجلة المجمع ج 6). 2– كلمة في تأبين الشيخ مصطفى عبد الرازق. (د 13 - مجلة المجمع ج 10). 3– مدرسة القياس في اللغة. (د 15 جلسة 9 للمؤتمر – مجلة المجمع ج 7). 4– كلمة في استقبال الأستاذ إبراهيم مصطفى. (د 16 - مجلة المجمع ج 8). 5– جمع اللغة العربية. (د 17 جلسة 1 للمؤتمر – مجلة المجمع ج 8). 6– أسباب تضخم المعاجم. (د 19 جلسة 1 المؤتمر – مجلة المجمع ج 9).
ليست وظيفته الأساسية وضع المصطلحات، وإنما عمله الأساسي هو وضع المعجم اللغوي التاريخي الأدبي الاشتقاقي الكبير، ولهذا رأى: 1– أن يقترح المجمع على وزارة المعارف إنشاء مجمع علمي يكون من أعماله وضع المصطلحات الفنية في العلوم المختلفة، وأن تعرض نتيجة أعماله على المجمع اللغوي للنظر فيها من ناحية الصياغة اللغوية ثم تسجيلها في معاجمه. 2– أن يكون الهدف الأول للمجمع اللغوي وضع المعجم اللغوي الكبير، ويمكن اتخاذ معجم فيشر أساسًا للعمل، على أن يستعان ببعض المتخصصين في اللغات السامية والشرقية على أن تتبع معاني الكلمات في العصور الأدبية المختلفة من جاهلي وأموي وعباسي. 3– أن يتزعم المجمع الحركات الأدبية في الشرق، وذلك بأن يكون له كُتَّاب من وظائفهم جمعُ إنتاج أدبي شرقي من شعر ونثر وإسلاميات وغير ذلك، وأن يقسم المجمع نفسه لجانًا لدراسة كل قسم من هذه الأقسام. وفي آخر كل عام تقدم اللجان تقارير عن كل ناحية من هذه النواحي وتعرض التقارير على المجمع. (د 12 جلسة 13 للمؤتمر).
فيما يختص بمعجم فيشر أن تجمع جزازاته وترتب ثم تنسخ في صحف، ويخرج منها نحو عشرين نسخة بالتصوير الفوتوغرافي توزع بعضها على دور الكتب والهيئات العلمية والجامعات بمصر والبلاد العربية. (د 16 جلسة 26 للمجلس).