1928 - 2021
(سابق 2003) أعضاء
ولد الدكتور أحمد علي الجارم بالقاهرة لأسرة تتشرف بالانتساب إلى سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب. وهو ابن الشاعر والمجمعي الكبير علي الجارم الذي كان هو الآخر يعتز بهذا النسب، ويذكره في شعره. يقول في قصيدة "أبو الزهراء" 1948م: ولي نَسَبٌ يَنْمى لبيتِكَ صانني وصـــانـتْهُ مِنِّـي عِــــزَّةٌ وإبــــــــــــاءُ عليكَ سلامُ اللهِ مـا ذرَّ شــــارِقٌ وما عَطَّــــــرَ الدنيا عليكَ ثناءُ ويقول في قصيدة "اللغة العربية" 1934م: ياجـــــيرَةَ الحَرَمِ المزهوّ ســـاكِــنُهُ سَقَى العهودَ الخوالي كُلُّ مُنْسَكبِ لي بينَكُمْ صِلَةٌ عزَّتْ أَوَاصِـرُها لأنَّهـا صِـــــلَــــةُ القُـــــــــــــــــرْآنِ والــنَّــسَــــبِ
نال الدكتور أحمد الجارم درجة: * بكالوريوس الطب والجراحة، طب القاهرة، ديسمبر 1950م. * دبلوم طب المناطق الحارة وصحتها، طب القاهرة، نوفمبر 1954م. * دبلوم الأمراض الباطنة العامة، طب القاهرة، أكتوبر 1955م. * دكتوراه الأمراض الباطنية العامة، طب القاهرة مايو 1958م. وقد ابتعث إلى لندن بإنجلترا لما بعد الدكتوراه عام 1962م.
* عضو مجلس إدارة معهد تيودور بلهارس بوزارة البحث العلمي. * رئيس شعبة الأمراض المتوطنة والمعدية بالجمعية الطبية المصرية. * عضو مجلس البحوث الطبية بأكاديمية البحث العلمي، وعضو هيئة المكتب ورئيس لجنة البلهارسيا بالمجلس، وعضو لجنة الأمراض المشتركة. * عضو بأكاديمية نيويورك للعلوم. * عضو مجلس إدارة وحدة أمراض الكبد ووحدة مناظير الجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة القاهرة. * رئيس قسم طب الأمراض المتوطنة بطب القاهرة سابقًا.
فقد بادر – مع زملائه – بمجرد التحاقه بقسم طب الأمراض المتوطنة بكلية طب القاهرة 1953م – بالتصدي للمشكلات الطبية الأكثر انتشارًا في مصر والبلاد الإفريقية مثل: البلهارسيا والأميبا والملاريا والأمراض الكبدية الفيروسية. وله بحوث رائدة في هذا المجال أوضحت كثيرًا من ظواهرها وخاصة بالنسبة لبعض الأمراض المناظرة في الخارج. وقد اعتمدت الكتب الأجنبية على هذه البحوث في سياق الحديث عن هذه الأمراض، كما أوضحت هذه البحوث كثيرًا من ظواهر هذه الأمراض خاصة ما يصيب منها الكبد والأمعاء، وسهلت على الأطباء في مصر كيفية تناول هذه الحالات تشخيصًا وعلاجًا ومكافحة. وله في هذا المجال بحوث جديدة تربو على مئة بحث، كثير منها منشور بالدوريات الطبية الأجنبية. وقد هيأ له هذا الوضع العلمي أن يرأس ويشارك في أغلب المؤتمرات المحلية في مجال الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المتوطنة والأمراض المعدية، بالإضافة إلى تمثيله لمصر في بعض المؤتمرات العلمية بالخارج وإلقائه بحوثه الخاصة بها.
وتظهر جهوده العلمية بارزة في الأقسام العلمية والمعاهد التي أنشأها أو أشرف عليها أو شارك فيها، فعندما التحق بهيئة تدريس كلية الطب بالقاهرة عام 1953م لم يكن قسم الأمراض المتوطنة موجودًا سوى على الورق فقط، فشرع جاهدًا في إنشاء القسم حتى أصبح قسمًا علميًّا ذا سمعة طيبة، وهو يعتبر الآن من أهم الأقسام العلمية في هذا المجال على مستوى العالم. وعند إنشاء جامعة الأزهر في الستينيات كلف بإنشاء قسم الأمراض المتوطنة بها، فقام بذلك خير قيام، والقسم الآن أصبح متكاملًا أيضًا ويؤدي رسالته السامية، وكذلك عند إنشاء جامعة طنطا في الستينيات كلف بنفس المهمة وأداها على أطيب وجه، والدليل على ذلك قيام هذه الأقسام حاليًّا بجهد بنَّاء واضح في أداء رسالتها. هذا بالإضافة إلى الجهد الكبير في إقامة معهد تيودور بلهارس للأبحاث بوزارة البحث العلمي منذ 1962م، وهذا المعهد متفرد في فكرة إنشائه حيث خصص لدراسة مشكلة صحية – وهي مشكلة البلهارسيا ومضاعفاتها – بأسلوب شمولي لا نظير له، والمعهد الآن يؤدي هذه الرسالة بكفاءة كبيرة يشهد لها العالم. وهكذا يعد الدكتور أحمد علي الجارم رائدًا في هذه الدراسات الطبية المهمة.
وله مدرسة علمية متميزة تؤدي دورًا كبيرًا في مجال الأمراض المتوطنة والمعدية، وأمراض الكبد، والجهاز الهضمي. وقد قام بالمشاركة بتأليف كتاب الأمراض المتوطنة في أفريقيا وآسيا باللغة العربية في مشروع الألف كتاب عام 1958م وكتاب أمراض طب المناطق الحارة والأمراض المعدية باللغة الإنجليزية عام 1962م لطلبة الطب والأطباء.
والدكتور أحمد الجارم وفيٌّ صادق الوفاء لذكرى والده الشاعر علي الجارم، وآية ذلك أنه قد راعه عدم إعادة طبع تراثه الأدبي عام 1946م نتيجة الرقابة العسكرية على البلاد في ذلك الوقت، وما أن ألغيت هذه الرقابة حتى شرع في جمع هذا التراث شعرًا وأدبًا ولغة. وهكذا ظهر ديوان الجارم في طبعات متتالية، ويجمع جميع شعره، وكتاب جارميات الذي يحوي مقالاته وبحوثه الأدبية واللغوية، وكتاب سلاسل الذهب الذي يحتوي على كل القصص التاريخية التي دبجها علي الجارم الذي كان رائدًا للقصص التاريخية في عصره. وقام بجمع أغلب البحوث والمقالات عنه شاعرًا وأدبيًّا ولغويًّا. وهكذا ظهر كتاب الجارم في ضمير التاريخ، والجارم في عيون الأدباء، وقام بوضع كتاب الجارم ناثراً.
في العلوم الطبية 1997م (وهي التي تعادل جائزة الدولة التقديرية). كما حصل على جائزة الريادة في العلوم الطبية من جامعة القاهرة لعام 2016م.
انتخب الدكتور أحمد علي الجارم عضوًا بمجمع اللغة العربية في سنة 2003م، في الكرسي الذي خلا بوفاة الدكتور حسن علي إبراهيم. وقد أسهم في أعمال لجان كثيرة منها: لجنة المصطلحات الطبية، ولجنة اللغة العربية في التعليم، ولجنة الكيمياء والصيدلة.
1- كلمته في حفل استقباله. (مجلة المجمع ج 100).
"إن الطب ليس مجرد علم يدرس، ولا حرفة تمتهن، وإنما هو فوق ذلك كله وقبله رسالة إنسانية تؤدى، وبقدر ما يكون حظ الطبيب منها تكون عظمته وروعته، وأحسب أنها الأصعب، لأنها خليقة تصدر عن النفس ولا تأتي من خارجها، وكان للدكتور أحمد الجارم من ذلك النصيب الأوفى، فهو الطبيب الإنسان حقًّا، ما ردّ لائذًا بعلمه، ولا أبطأ في استجابة مستغيث، ولا تكاسل عن واجب، ولا نفد صبره إزاء عليل، فكان الطبيب الرحيم الودود، المبتسم دائمًا المتفائل أبدًا، المؤمن بالله في كل خطاه." (مجلة المجمع ج 100).