1899 - 1984
(سابق 1965) أعضاء
ولد المهندس أحمد عبده الشرباصي بكفر (أبو ذكري) بمحافظة الدقهلية، وتلقى تعليمه الأولي بقريته وبقريتين مجاورتين لها، هما: منشأة عاصم، وميت الخولي عبد الله، ثم بعث به والده إلى مدرسة المنصورة الابتدائية، وبعد أن حصل على الشهادة الابتدائية سنة 1914م انتقل إلى القاهرة حيث التحق بمدرسة ثانوية أهلية أنشأها أوائل الخريجين في دار العلوم والمعلمين العليا، ثم التحق بعد حصوله على شهادة الكفاءة بالمدرسة الثانوية الكبرى وهي مدرسة أهلية، وكان الأستاذ الشيخ محمود مصطفى أستاذه في اللغة العربية، وعنه أحب مطالعة الشعر الجاهلي حتى حفظ كثيرًا منه، ومنه بعض المعلقات. ثم حصل على الشهادة الثانوية والتحق بمدرسة المعلمين العليا سنة 1918م.
وجاءت بعد ذلك ثورة 1919م فاشترك في المظاهرات التي شبت يوم ذاك فاعتقل وسجن في المحافظة ثم في القلعة. وتتابعت الأحداث السياسية وحرم من الامتحان، فترك مدرسة المعلمين العليا والتحق بمدرسة الهندسة، وتخرج فيها سنة 1924م. وفور تخرجه التحق بتفتيش الري بالمنصورة. ثم تنقل بعد ذلك في كثير من أنحاء القطر المصري، وارتقى كثيرًا من المناصب في إطار مهنته. وفي سنة 1953م، وكان يعمل مساعدًا للمفتش العام للري المصري بالسودان، استدعته حكومة الثورة في القاهرة ليشغل منصب وزير الأشغال، فقام بالعبء الذي ألقي على عاتقه خير قيام، فأسهم في مشروعات الري والصرف الزراعي التي تمت في ضحى الثورة، وشارك في دراسة السد العالي ثم اختارته الثورة عضوًا في مجلس الرياسة، ثم نائبًا لرئيس الوزراء لشؤون الأزهر والأوقاف ووزيرًا للأوقاف. وقد رأى فيه مجمع اللغة العربية الأديب الراسخ، والبحاثة العميق الغيور على لغة الضاد، فضمه إلى أعضائه سنة 1965م، في المكان الذي خلا بوفاة الأستاذ أحمد لطفي السيد.
والأستاذ المهندس أحمد عبده الشرباصي من المعروفين بحب الأدب والرسوخ فيه، حتى إنه ليروى عنه أنه حفظ كثيرًا من الشعر الجاهلي وبعض المعلقات حينما كان طالبًا بالمدرسة الثانوية.
ومنذ أن انضم إلى عضوية المجمع وهو يشارك مشاركة فعالة في أعمال المجلس والمؤتمر واللجان، وعلى الخصوص لجنتا الرياضة والهندسة. ولا تخلو دورة من دورات المجمع من عرض مصطلحات الهندسة بفضل جهوده ومشاركته في أعمالها.
"على أن انتفاع السيد الشرباصي بالقرآن لم يقف عند ألفاظه وأساليبه، ولكنه جاوز ذلك إلى التأدب بأدبه والتخلق بأخلاقه، وما أسعد أمتنا بهذا اللون من الرجال، وما أحوجها إلى هذا النوع من الرجال". (مجلة المجمع ج 20).
وكان له في بيته بمصر الجديدة ندوة أسبوعية يلتقي فيها برجال الفكر والثقافة الرفيعة.