إبراهيم عبد الرازق البسيوني

إبراهيم عبد الرازق البسيوني
1911 - 1995
(سابق 1992) أعضاء
نشأته

الدكتور إبراهيم البسيوني سادن جليل من سدنة النحو والصرف بالأزهر، ومن أوتادها الرواسي، عكف عليهما باحثًا دارسًا، يُنقِّي وردهما المورود من شوائب تراكمت فيه على مدى العصور؛ ليعود به إلى نهجه العربي الأصيل، بعد أن غُمَّ هذا النهج على الدارسين في تعريفات وتعقيدات، وتاهت معالمه في تعليلات زادته علة، وتأويلات زادته ضَلَّة، وافتراضات سقيمة عقيمة. ولهذا نهض الدكتور إبراهيم البسيوني برسالة إحياء الدراسات النحوية في الأزهر مع صفوة من علمائه في طليعتهم محمد علي النجار، ومحمد محيي الدين عبد الحميد، ومحمد رفعت فتح الله. فقد أخذ مع هذه الصفوة من نحاة الأزهر يعيد الدراسات النحوية إلى شريعتها في نهج علمي قويم.

نشاطه العلمي:

ولد الدكتور إبراهيم عبد الرازق البسيوني في الثامن من ديسمبر عام 1911م، بمدينة المحمودية في محافظة البحيرة، حيث تلقَّى تعليمه الأوَّلي، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر الشريف، فتلقَّى تعليمه الابتدائي والثانوي بمعهد الإسكندرية، وحصل على الثانوية الأزهرية عام 1935م، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بكلية اللغة العربية، وتخرّج فيها بعد سنوات أربع، واصل بعدها تعليمه في الدراسات العليا، في قسم تخصص المادة بشعبة النحو والصرف، فحصل على شهادة العالمية بدرجة أستاذ (وهي تعادل درجة الدكتوراه) وبعد سنوات سبع أمضاها مدرسًا في معهد شبين الكوم الديني عاد إلى كلية اللغة العربية مدرسًا، ثم ترقَّى في سُلَّم التدريس بها حتى حصل على درجة أستاذ اللغويات. وفي الستينيات أعير إلى الجامعة الإسلامية بليبيا، فأمضى بها ست سنوات عاد بعدها إلى القاهرة أستاذًا بكلية اللغة العربية، ثم اختير وكيلًا لها عام 1973م. وبعد ثلاث سنوات أحيل إلى التقاعد، ليصبح أستاذًا متفرغًا بالكلية ورئيسًا لقسم اللغويات.

ومن أهم مؤلفاته:

1– رحلة مع القياس والسماع، وفيه يحاول المحافظة على العربية على أسس سليمة ثابتة تعتمد المنهج العلمي طريقًا موضِّحًا أن من أهم عيوبنا الآن أننا تحجَّرنا على ما وَصَلَنا من علوم النحاة الأقدمين وتضاءلنا أمام عقولهم الجبارة وجهودهم الرائعة، وارتضينا الاتباع، وجنحنا إلى اجترار ما قرروه. 2– النفي ومداخله في كلام العرب، وهو دراسة متأنية جامعة لخصائص الأساليب التي تدخل عليها أدوات النفي، وما تحمل من معانٍ وأغراض. 3– المنهج الصرفي في الإبدال والإعلال والتعويض والتقاء الساكنين والإدغام، وهو كتاب يناقش كثيرًا من التعقيدات التي أرهقت الدارسين، ويهدف إلى تنقية المألوف في دراسة الإبدال والإعلال. 4– الهادي إلى تصريف الأفعال، وهو كتاب يتناول تصريف الأفعال، ألَّفه مشاركةً مع الدكتور صبحي عبد الحميد. وقد حظي علم العروض بالتفاتات من الدكتور إبراهيم البسيوني عالج فيها بعض قضاياه، وله بحوث كثيرة معظمها غير مطبوع، ولعل تلاميذه – وهم أساتذة كُثر – ينهضون بطبعها؛ ليفيد الباحثون من علم أستاذهم الفذ الذي نهج لهم سبل تيسير النحو، وأخذ يجدد نسيج اللغة بيدٍ حاذقة.

نشاطه المجمعي:

اختير الدكتور إبراهيم عبد الرازق البسيوني عضوًا بالمجمع في سنة 1992م، في المكان الذي خلا باستقالة الدكتور تمام حسان. وألقى بالمجمع كلمة في حفل استقباله. (مجلة المجمع ج 77).

- -