"الدكتور حسن علي إبراهيم" إصدار جديد لمجمع الخالدين- 2024م

كتب الدكتور/ محمود عبدالبارى
Image

أصدر مجمع اللغة العربية ضمن سلسلة "من تراث المجمعيين" الكتاب الأول فيها، وهو بعنوان "الدكتور حسن علي إبراهيم". هذا العمل الذي قام على إعداده وتصنيفه وترتيبه فريق عمل دءوب برئاسة أ.د.حافظ شمس الدين عبدالوهاب، وأ.د.أحمد زكريا الشلق (عضوي المجمع)، والأساتذة كبيري محرري المجمع: خالد مصطفى، وجمال عبد الحي، وحسين خاطر، وإلهام رمضان علي. جدير بالذكر أن هذا العمل العلمي الرفيع القدر قد استغرق العمل فيه عدة سنوات، وأن أ.د.صلاح فضل (رئيس المجمع السابق) قد صدَّر لهذا السِّفْر الكبير قبيل وفاته. وقد جاء في تصدير سيادته: "منذ صدور المرسوم الملكي بإنشاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة في الثالث عشر من ديسمبر عام 1932م، وعبر هذا التاريخ الممتد ظفر بعضوية هذا المجمع لفيف من العلماء والمفكرين والكتاب الرواد، واللغويين النابهين، وعدد من المستشرقين ممن لهم سهمة جلية في تحقيق التراث العربي ودراسته.

وقد حرص هؤلاء العلماء منذ انتخابهم أعضاء بالمجمع على تقديم عصارة فكرهم، وخلاصة تجاربهم العلمية والحياتية، فجاءت بحوثهم المجمعيّة دالة على أصالتهم وجدتهم وعمق معارفهم وتنوع منابع ثقافتهم، ورغبتهم الصادقة في خدمة اللغة العربية والارتقاء بها. ودلّت كلماتهم في المناسبات المجمعية الرسمية كحفلات استقبال الأعضاء الجدد أو تأبين من لقي منهم ربّه على ذائقة لغويّة مترعة بوضاءة التعبير وجمال الأسلوب وعمق التناول.

ولا غرو أن كشفت لنا هذه الخواطر والكلمات المرتجلة في بعض جلسات المجمع المغلقة أو العلنية جانبًا مطمورًا من جوانب هؤلاء العلماء، وهو انطواء كثير منهم على قرائح شعريّة رهيفة، ليس فيما تعيه ذاكرتهم من تراث العرب الشعري قديمه وحديثه فحسب، وإنما في تَمَكُّن كثير منهم من ناصية الإبداع الشعريّ أيضًا، ولن نغالي إذا قلنا إن بعضًا منهم كانت قدراته الشعريّة تؤهله لأن يُناصي كبار الشعراء والأدباء الذين أفنوا حياتهم للشعر والأدب، لكن شغلتهم الشواغل العلمية، واستأثرت بجلّ أوقاتهم قضايا البحث العلمي والفكري، فحدّت من مواصلة رحلة الإبداع الأدبيّ.

إن هذا الجانب على أهميته لم يأخذ حقه من التسجيل في المؤلفات التي حوت سير هؤلاء الأعلام على اختلاف تخصصاتهم العلمية؛ وقد يعود ذلك إلى أن أغلب البيانات والمعلومات التي تغطي الجانب المجمعي من سيرهم تحويها سجلات المجمع ومحاضر جلساته الخاصة؛ لهذا رأينا أن ينهض المجمع بجمع تراث علمائه من بطون هذه السجلات والمحاضر التي تعاقبت عليها الأزمنة؛ تجديدًا لذاكرة هذه المؤسسة العريقة، وترسيخًا لوعي هذه المؤسسة بذاتها في رحلتها الممتدة في خدمة اللغة العربية وتراثها التليد، ووفاء بحق هؤلاء العلماء المخلصين من سدنة العربية.

وقد تشكلت فرق العمل لجمع هذا التراث يقودها أستاذان جليلان من أعضاء المجمع هما الأستاذ الدكتور حافظ شمس الدين عبد الوهاب، والأستاذ الدكتور أحمد زكريا الشلق، وقد بذلا جهدًا كبيرًا في تتبع الإسهامات المجمعية لكل عضو على حدة بداية من الكلمة التي قيلت في حفل استقباله، مرورًا بما خلَّفه في سنوات عضويته من أبحاث علمية ومحاضرات، وما أبداه من آراء علمية ولغوية في جلسات مجلس المجمع، وما جادت به قريحته من آيات أدبية شعرًا ونثرًا، ونحو ذلك من الأنشطة المجمعية.

وكانت باكورة هذه السلسلة – التي آمل أن تستمر حتى تغطّي سائر علمائنا الأجلاء – تراث الدكتور حسن علي إبراهيم (1914-2002م) طيب الله ثراه الذي يسعدني أن أقدمه اليوم لقراء العربية والمشتغلين بها، وهو تراث دال على أن أصالة الفكرة وعبق الكلمة الرصينة سيظل خالدًا ومؤثرًا مهما تقادم به العهد. والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل".

ومن جانبه قال أ.د.حافظ شمس الدين عبدالوهاب (عضو المجمع) في دراسته وتقديمه لهذا العمل العلمي الكبير: "في شهر نوفمبر سنة ٢٠٢٠م، صدر قرار وزاري بتكليف الأستاذ الدكتور صلاح فضل قائمًا بعمل رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وبقى في هذا المنصب حتى وافاه الأجل المحتوم في العاشر من ديسمبر سنة ٢٠٢٢م. وبالرغم من المدة القصيرة التي قضاها في منصبه، إلا أنها شهدت إنجازات ورؤى جديدة، لم تلتزم خطًّا واحدًا لتوجهاتها، بل كانت متنوعة الأفكار، تطور نفسها دومًا، وكانت تولي وجهها للتجديد والإنجاز، وتعلن في مغزاها أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة ليس هو الواحة الظليلة الوارفة التي يفيء إليها عضو المجمع ليستريح من هجير الشيخوخة ولفح سنوات العمر، كما يزعم بعض المتحاملين على المجمع وأعضائه، لكنه المجرى الذي تُصبُّ فيه العصارة العلمية والمعرفية واللغوية لهؤلاء العلماء الذين أمضوا سنوات عمرهم، يبذلون من نور عيونهم وقرائحهم الوقادة ما ينير سُبُلَ العلم واللغة والمعارف كافة، وبالفعل قدم علماء مجمع اللغة العربية بالقاهرة دراسات جادة في مجالات اللغة العربية والعلوم الأساسية والتطبيقية وشتى مناحى العلم والمعرفة، متمثلا فيما أفرزته جهودهم من معاجم وكتب في تحقيق التراث وغيرها، وكلها مثلت كنزًا ثمينًا ينهل منه الدارسون وأهل العلم والدرس والبحث، وكل من يؤرقه الشوق إلى العلم والمعرفة بلغة عربية سليمة ميسرة، وأسلوب عذب مستساغ.

إن مجمع اللغة العربية بالقاهرة، معينه لا ينضب من أعضائه النابهين، والعلماء الذين أثروا شتى مناحى الحياة ببحوثهم وإبداعاتهم وإنجازاتهم التي تدعو إلى الفخر بهم، والاعتزاز بأنهم نبتوا من أرض مصر المحروسة، وحفروا لوطنهم بجهدهم وانتمائهم مكانة في ركب التميز والنبوغ، وأن انتسابهم للمجمع كان تتويجًا لهذه الجهود والإنجازات التي حققوها، وأن العضوية التي يشرف بها كل عالم حق ثبت له المكانة والصدارة في تخصصه، وتمكِّنُهُ من اللغة العربية بِمُكْنَةٍ واقتدارٍ ومحبة؛ نالها وشرف بها بعد انتقاء حر وانتخاب شريف، وصار عضو المجمع من الشخصيات التي ترتفع قامتها حتى تصبح كالجبل، لا يستطيع أي ناقد مهما حاول النظر إليها أن يحيط بها إلا إذا دار حوله وشاهد كل جوانبه، ومع ذلك هيهات أن يصل إلى قمته. وبعض أعضاء المجمع، بجانب تميزه فى تخصصه العلمي، ينبغ في مجال آخر قد يكون في منعطف ناءٍ عن مجال عمله، كالشعر والأدب والترجمة، على سبيل المثال، وصار أعضاء مجمع الخالدين بالقاهرة مثل الجواهر التي لها تألق يخطف الأبصار ويبهر الألباب، ومن أسرارها تعدد وجوهها، فالمتطلع إليها من أي من هذه الوجوه يكون له نصيب من بريقها، ولكن البديع فيها أن كل وجه من وجوهها له تلألؤ خاص متميز، فأنت إذا أردت أن تقدرها حق قدرها، كان عليك أن تجمع انطباعات التأثر بها من الاتجاهات كافة، أو أن تدور حولها في كل المدارات، وهيهات.

إن نشاط عضو المجمع لا يستكين ولا يهدأ بعد انتخابه عضوًا عاملًا، ولا يقتصر نشاطه فى لجان المجمع على تخصصه، بل إن بعضهم تنتشر أشعة إنجازاته، لتثري لجانًا أخرى تُزْهِر بأفكاره وتنتعش بإضافاته. ومن هذه النماذج التي زودت لجان المجمع بزاد من العلم في مجال الطب والصيدلة، بجانب إثرائه في المجال الأدبي واللغوي، وتميزه في ميدان الشعر، ومشاركته في الكثير من لقاءات المجمع في مناسبات كثيرة، هو خالد الذكر الطبيب النابه، الشاعر الرصين الأستاذ الدكتور حسن علي إبراهيم.

إننا إذا تتبعنا المسيرة العلمية والسيرة الحياتية للأستاذ الدكتور حسن علي إبراهيم، نجد أنه وُلِدَ في مدينة القاهرة في عام ١٩١٤م، والتحق بمدرسة المنيرة الابتدائية وحصل منها على الشهادة الابتدائية في عام 1926م، والتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، وحصل منها على شهادة الدراسة الثانوية (البكالوريا) في سنة ١٩٣١م، ثم التحق بكلية طب قصر العيني وتخرج فيها سنة ١٩٣٧م، وكان ترتيبه الأول بين الخريجين، وعُيِّن طبيب امتياز سنة ۱۹۳۸م، فطبيبًا مقيمًا بقصر العيني سنة ١٩٣٩م، ثم نال درجة الماجستير في الجراحة العامة (وهى التي تعادل درجة الدكتوراه الآن) سنة 1941م، ثم سافر في بعثة لإنجلترا حيث واصل دراسته وبحوثه وحصل على شهادة زمالة كلية الجراحين الملكية في نوفمبر سنة ١٩٤٦م. عاد بعدها إلى مصر، حيث عُيِّن مدرسًا للجراحة ثم أستاذًا مساعدًا في سنة ١٩٥٢م، ثم أستاذًا للجراحة التجريبية في سنة ١٩٦٢م، ورئيسًا لقسم الجراحة سنة ١٩٧١م، وعميدًا لكلية الطب في جامعة القاهرة في سنة 1971م حتى سنة 1974م، ثم أستاذًا غير متفرغ حتى وفاته عام 2002م.

وكان للدكتور حسن علي إبراهيم نشاط غزير ومتنوع في ميدان تخصصه، فقد أسهم عمليًّا في تطوير الجراحة في قصر العيني، وأنشأ فيه أقسامًا جديدة مثل الجراحة التجريبية، ثم أشرف على إنشاء قسم الجراحة بكلية الطب في جامعة أسيوط وكلية الطب في جامعة المنصورة، وأشرف على نحو عشر رسائل دكتوراه في الجراحة. ونشر نحو خمسة وخمسين بحثًا في مجال تخصصه، وحصل على جوائز ونياشين مصرية ودولية تقديرًا لعلمه وكفاءته وإنجازاته.

في عام ١٩٧٨م، انتُخِب الدكتور حسن علي إبراهيم عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة في المكان الذي خلا بوفاة العالم الأشهر الدكتور أحمد زكي الملقب بسلطان العلم والأدب واللغة، ومن المصادفات الطبية أن الدكتور حسن علي إبراهيم كان أول طبيب مصري يُنتَخب عضوًا عاملًا بالمجمع خلفًا لوالده الأستاذ الدكتور علي باشا إبراهيم (١٨٨٠ – ١٩٤٧م) الذي سبقه إلى عضوية المجمع عضوًا عاملًا سنة ١٩٤٠م، بالمرسوم الملكي الذي صدر بتعيين عشرة مصريين أعضاءً عاملين في مجمع اللغة العربية، ولم تحدث هذه الظاهرة؛ تعيين عضو ثم ابنه بعد ذلك إلا مرة واحدة سنة ٢٠٠٣م، حين انتُخِب الدكتور أحمد علي الجارم عضوًا عاملًا، وكان والده الشاعر الكبير علي الجارم (1881-1949) قد سبقه إلى العضوية في سنة ١٩٤٠م بمرسوم ملكي أيضا.

وقد شغف الدكتور حسن علي إبراهيم باللغة العربية والأدب العربي والشعر العمودي مذ ميعة صباه الباكر، ونظم بعض القصائد فى مرحلة الشباب حتى عام ١٩٤١م، لكنه هجر القريض وتركه لانشغاله بعمله أستاذًا للجراحة ومعلمًا وإداريًّا، ثم حدثت المفاجأة حين قام بحج البيت الحرام في مشيبه، ثم زار المدينة المنورة ووقف خاشعًا أمام قبر الرسول عليه أفضل الصلوات والتسليمات، فهزته هذه الزيارة بشدة، وأيقظت في داخله بركان الشعر الذى کان هاجعًا، ينتظر اللحظة المناسبة لينبثق فوارًا فياضًا على الكِبَر، فبدأ يكتب قصيدة "محمد رسول الله".

وكانت هذه القصيدة إيذانًا ببدء فجر جديد في حياة الطبيب الشاعر الجزل حسن علي إبراهيم.

إن نشاط الدكتور حسن علي إبراهيم في لجان المجمع لم يقتصر على الإفادة من خبرته في اللجان العلمية التي ترأسها أو شارك في عضويتها، بل إن قدراته الموسوعية تجلت في البحوث والمحاضرات التي ألقاها في المجمع بعد انتخابه عضوًا عاملًا به. وكان يمثل واحة علمية مباركة لا حدود لعلمها، سواء فى تخصصه الدقيق، أو العلوم المرتبطة، أو المعارف التي اكتسبها من غزارة اطلاعه على كثير من المراجع وبخاصة الدراسات الكونية والفلكية والاجتماعية والنفسية، وكان شهابًا لامعًا وقطبًا مبرزًا فى مناقشات لجان المجمع، وخير مثال للعالم عميد علمه وعمدة تخصصه، كما كان علمًا من أعلام الثقافة العلمية الراقية الميسرة، وكان يؤمن بأن العمل الجاد والاطلاع وتجديد الفكر والمثابرة والإصرار وتحمل المعاناة، أساس بناء الشخصية المجمعية الواثقة، لذلك كان الدكتور حسن علي إبراهيم في كل مشاركاته في لجان المجمع فاعلًا مؤثرًا، حضوره يبدد ضيق الحديث ولفح الجدل، ويفتح آفاقا لمشاركة الجميع في النقاش وإبداء الرأي، وتتجلى مواهبه الفَذَّة في البحث الذي ألقاه في المجمع، وعالج فيه نقاشًا تخيله يجرى بين أساطين الطب من علماء المسلمين. ومن محاضر جلسات المجمع نرى أن كل اجتماع حضره، كان يعيد متنفسه من هواء الود والتواضع في عِزَّة. كذلك تشير محاضر جلسات المجمع أن مداخلات الدكتور حسن علي إبراهيم، كانت تتسم بالذكاء الوقاد والدراية بما يُناقش، وتنتهي الاجتماعات ويخرج الجميع وقد نهلوا من يانع خبرته، وما اتخذوه من قرارات كان نتاج فكرٍ، بعضه من غرسه، والآخر من فكره أو إبداعه.

القصائد الشعرية الرصينة التي رصع بها الدكتور حسن علي إبراهيم نشاطه المتعدد في أروقة مجمع اللغة العربية، توحي بأن هناك علاقةً بين الشعر والطب، رغم أن الشعر من حيث التصنيف يدخل فى نطاق الأدب، والطب في نطاق العلم، فإن ثمة علاقة وطيدة توجد بين الشعر والطب وتربط بينهما، وربما يرجع السبب في ذلك إلى أن الشعر نداء الروح .. والطب صوت الجسد، وما بينهما من رباط وثيق صاغة الخالق بكل الحكمة والمقدرة، لا غنى للروح عن جسدها، ولا غنى للجسد عن روحه.

ويتجلى ذلك في قصائد الدكتور حسن علي إبراهيم التي تعكس صوفية الروح المتجسدة، وهي كثيرة متأصلة، تبتل فيها الدكتور حسن علي إبراهيم في جادة صفاء الروح والعشق الإلهي لسيد الكونين والثقلين من عرب ومن عجم؛ سيدنا محمد صلى الله علیه وسلم.

إن هذه الإصدارة التي تعد الأولى في تاريخ مجمع اللغة العربية منذ بدء نشاطه عام ١٩٣٤م، وتسطر النشاط المجمعي لعالم مُبَرَّز بعد انتخابه عضوًا في ركب الخالدين، أقل ما توصف به أنها أماطت اللثام عن النشاط الجمّ؛ الذي قد يكون خافيًا عن البعض، وتبين أن المجمع بأعضائه يمثل قلعة للغة والعلم والثقافة والشعر والأدب، جذوته لا تهدأ ومنبعه يفيض دوما بخير يعم على كل من نطق اللغة العربية.

وفي غمرة الأحداث، لا ننسى بعض أعضاء المجمع من الصفوة والرواد الذين تركوا بصمات غائرة في مسيرة المجمع، في ميادين غير تخصصاتهم الدقيقة، ومن بينهم الدكتور عبد الحليم منتصر، والدكتور محمود حافظ، والدكتور أحمد زكي، والدكتور أبو شادي الروبي، الذين نبغوا في ميدان الأدب بالرغم من تخصصاتهم العلمية، كذلك الدكتور إبراهيم أدهم الدمرداش، والدكتور محمد يوسف حسن، والدكتور أحمد مستجير في محراب الشعر، وكلهم من العلماء المرموقين. لقد حاولتُ في هذا الكتاب أن أوفي الأستاذ الدكتور حسن علي إبراهيم؛ الشاعر الطبيب الأديب، بعضًا من حقه، أو بشيء منه يسير، لكنني أعتقد أن ما جاء في هذا الإصدار يعبر عن لمحات أو إشارات أشبه ما تكون بحبات الضوء الكاشفة لجنبات عالم، يمثل قمة سامقة، فهو شيخ تخصصه بلا كناية الذي أوفى في الفضل على الغاية، وفي ميدان الشعر والأدب أراه منافسًا لكثير من فحول الشعراء وأئمة البيان. وسوف نجد أن ما يسطر في هذا الكتاب، هو شيء جدير بالقراءة ويجذب الدارسين وقراء الثقافة العربية الراقية والشعر الصادق، ليمضوا في رياض هذا الكتاب الطيب، يستمتعون باللغة والشعر وصوفية الروح وحسن الديباجة، وسيجنون خير الجني. مما خلفه الراحل الكريم الأستاذ الدكتور حسن علي إبراهيم في مجمع اللغة العربية بالقاهرة".