الردود والإجابات
“ في إعراب هذه الآية الكريمة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَجَزاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها﴾، إذ وجدت أن كلمة "مِثْلُها" قد أعربت نعتًا لـ"سيئة" مع أن كلمة "سيئة" نكرة، وكلمة "مثلها" معرفة بالإضافة، فما تفسير هذا؟ وما القاعدة؟ ”
"سيئةٌ": صفة لمحذوف، أي: فِعْلة تسوء من عُومل بها، ووزن سيئة: فَيْعِلة، مبالغة في الوصف، فعينها واو، ولامها همزة؛ لأنها من "ساء"، فلما صِيغ منها وزن "فَيْعِلة"، اجتمعت الواو والياء، والأولى منهما وهي الياء ساكنة؛ فقُلِبت الواو ياءً، وأُدغمت الياءُ في الياء، فصارت سيئة على وزن فَيْعِلة؛ أي أن المُجازِي يُجازِي من فَعَلَ معه فِعْلةً تسوؤه - بِفِعْلةٍ سيئةٍ مثلِ فِعْلته في السوء، وليس المراد بالسيئة "المعصية" التي لا يرضاها الله، فلا إشكال في إطلاق السيئة على الأذى الذي يُلْحَق بالظالم. ومعنى "مثلها": أن تكون بمقدارها في مُتعارَف الناس، وعلى هذا فـ"مثلُها" صفة للكلمة المرفوعة "سيئةٌ"، وصحّ وصفها بالمعرفة (مثلُها)؛ لوقوعها موصوفة، والتقدير: (سيئةٌ تسوء من عُومل بها)؛ إذْ وَصْفُ النكرة يُقَرّبها من المعرفة، ويُسَوِّغ وصفها بالمعرفة لوقوعها موصوفة، والتقدير: سيئةٌ تسوء من عُومل بها، والنكرة إذا وُصِفتْ، قَرُبَتْ من المعرفة، وساغ وصفها بالمعرفة.