الردود والإجابات
“ ذكر بعض الأساتذة قاعدة تقول: إن كان اسم الفاعل مبتدأ عاملًا ومرفوعه سد مسد خبره كقولنا: ما مكرم الخلان إلا الطيبون. في هذه الحالة لا يمكن لمعمول اسم الفاعل أن يضاف إليه. وقد ورد هذا المثال في امتحان تجريبي هكذا: ما مكرمُ الخلان إلا الطيبون، ووضع ضمة واحدة على "مكرم"؛ فجعل "الخلان" مجرورة لإضافتها. والذي ذكر القاعدة السابقة خطّأ المثال، وقال بأنه يجب وضع ضمتين على "مكرم" لا ضمة واحدة مستدلًّا بهذه القاعدة. فهل القاعدة هذه لها تأصيل في كتب النحو؟ ”
"ما مُكرِمٌ الخِلّانَ إلا الطيبون" (بتنوين "مُكرِمٌ" ونصب "الخلانَ" على أنها مفعول به لاسم الفاعل، ورفع "الطيبون" على أنها فاعل لاسم الفاعل سَدَّ مَسَدَّ الخبر). "ما مُكْرِمُ الخلّانِ إلا الطيبون" (بحذف التنوين من "مُكرِمُ" وجَرِّ كلمة "الخلّانِ" على أن "مكرِم" مضاف و"الخلّانِ" مضاف إليه، و"الطيبون" فاعل سدّ مسدّ الخبر). فكلمة "مُكرِم" في الجملتين (أي: في حالتي التنوين وعدمه)- يتعين أن تكون مبتدأ، ويُشترط في هذا النوع من المبتدأ أن يكون "نكرة"، ويتعين- كذلك - أن يكون له فاعل يسُدّ مسدَّ الخبر؛ لأن "اسم الفاعل" مُساوٍ للفعل المضارع؛ ومن ثَمَّ فإنه في موقع المبتدأ لا يحتاج إلى خبر، وإنما يحتاج إلى مرفوع (=فاعل في حالتنا) يتم به الكلام نحوًا ودلالة؛ وعليه فالجملتان صحيحتان نحويًّا، لأن اسم الفاعل المجرد من "أل" يجوز فيه- أن يُنوَّن فينصب مفعولًا به أو أكثر؛ تبعًا لنوع تعدِّيه، ويُشترط لإعماله النصب- عند جمهور النحاة- شروط، منها: أن يكون دالًّا على الاستقبال، وأن يكون مسبوقًا بنفي، أو استفهام، أو مبتدأ، أو ما أصله المبتدأ، أو موصوف، أو حال... إلخ، وهناك شروط أخرى سأُحيل إلى مواضعها في بعض المصادر النحوية. ويجوز -كذلك- في اسم الفاعل المجرد من "أل" أن يُحذف تنوينه؛ للإضافة، فيصير اسم الفاعل مضافًا، ويصبح ما كان مفعولًا به مضافًا إليه مجرورًا. ولأن في هذه المسألة تفاصيل واسعة تُوجِب الرجوع إلى ما يلي؛ استيفاءً للشروط، واستيعابًا للتفاصيل، انظر: الأبواب النحوية التالية: باب المبتدأ والخبر- باب الإضافة اللفظية- باب إعمال اسم الفاعل، في المصادر النحوية التالية: شرح كافية ابن الحاجب (للرضي)- شرح التصريح على التوضيح (للشيخ خالد الأزهري)- النحو الوافي (لعباس حسن).