الردود والإجابات
“ يقول الله تعالى: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة). مثقال هنا مشتق، هل هو اسم فاعل، أم اسم مفعول، أم اسم آلة، أم اسم زمان؟ هل يمكن أن أقول: إن مثقال هنا اسم آلة، ومعناه مقدار في الآلة، وليس معناه ميزانًا. ”
ما يذهب إليه أهل الصنعة في صيغة "مثقال" في الآية الكريمة: أن المقصود بها "المقدار"، فهي من الكلمات الدالة على المقادير المبهمة؛ لذا أُضيفت إلى كلمة "ذرّة". يقول الشوكاني في "فتح القدير": "الذرة: واحدة الذرّ، ومن معانيها: كل جزء من أجزاء الهَباء الذي يظهر فيما يدخل من الشمس من كُوّة، أو غيرها، و"المثقال": مفعال، من الثِّقْل، كالمقدار من القَدْر، ونُصِب على أنه نعت لمفعول محذوف، أي: لا يظلم شيئًا مِقْدار ذرّة. ويقول ابن عطية في "المحرر الوجيز": مثقال: مفعول ثانٍ لـ "يظلم"، والأول مضمر، والتقدير: إن الله لا يظلم أحدًا مثقال...، و"يظلم" لا يتعدّى إلّا إلى مفعول واحد، وإنما عُدِّيَ هنا إلى مفعولين من باب التضمين، كأنه قال: إن الله لا يُنْقِص، أو لا يبخس. ويقول ابن عاشور في "التحرير والتنوير": "وانتصب "مثقال" صفة لمصدر محذوف، لا يظلم ظلمًا مُقَدَّرًا بمثقال ذرّة؛ فلذلك صِيغَ على وزن اسم الآلة، والمراد به "المقدار".