الردود والإجابات
“ هل يبطل عمل أداة الشرط إذا سبقها (أو حُذف) جواب الشرط؟ فهل يقال مثلًا: ليذهبْ أينما يشاء، أم ليذهبْ أينما يشأ؟ وإن جاز الرفع "يشاء"، فهل تُعتبر "أينما" مجرد ظرف مكان؟ ”
لا يجوز - عند جمهور النحاة - تَقدُّم جواب الشرط على أداة الشرط، وما جاء مما ظاهره تقدم جواب الشرط على أداة الشرط، في مثل: "أنت صديقي إنْ زرتني"، لا يُعرَب ما تقدم، وهو هنا جملة " أنت صديقي" جوابًا لـ "إنْ"، وإنما هو دليل على الجواب، ومفسِّر له، أو كما يقول النحاة: "مُشْعِر بالجواب"، وجواب الشرط في مثل هذا التركيب محذوف، يدل عليه وتفسره الجملة المتقدمة على أداة الشرط. وتقدم ما يفسر الجواب المحذوف، لا يُبطِل عمل أداة الشرط، والتقدير - عند جمهور النحاة - هو: أنت صديقي إن زرتني فأنت صديقي (حُذِفَ الجواب؛ لتقدم ما يدل عليه). أمّا رفع المضارع الواقع جوابًا لأداة شرط جازمة، في مثل: إنْ ذاكرتَ تنجحُ، فيكون جائزًا، إذا كان الشرط ماضيًا، والجواب مضارعًا، كالمثال المذكور، فالفعل "ينجح" يجوز فيه: الجزم "ينجحْ"، ويجوز فيه الرفع "ينجحُ"، وفي توجيه الرفع خلاف (يَحْسُن الرجوع إليه في "البحر المحيط، سورة النساء، الآية / ٧٨).