الردود والإجابات
“ أحب أن أسألكم وأنتم أهل الاختصاص عن مسألة ليست بالجديدة ألا وهي مسألة اشتقاق اسم (الأعراب بفتح الهمزة) من الفعل (أعرب) الذي هو في الأصل (عرب) ودخلت عليه همزة التعدية التي للسلب، فهل هذا قياس صحيح أم لا. ”
"العَرَب" و"العُرْب" لغة فيه، وكلاهما اسم جنس، لا واحد له من لفظه، وهم أهل الأمصار، وسكان الريف، ومستوطنو المدن والقرى، وغيرها مما ينتمي إلى العرب. أمّا "الأَعراب" فهم ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار، ولا يدخلونها إلّا لحاجة، ويوصف الرجل بأنه أعرابي: إذا كان بدويًّا، صاحب نَجْعَة وارتياد للكلأ، وتتبع لمساقط الغيث، ويُجْمَع الأعرابي على الأَعراب والأعاريب، والنسب إلي الأعراب هو أَعْرابيّ، وإنما نُسِب إليه على هذا الوجه؛ لأنه لا واحد له على هذا المعنى - كما يقرر سيبويه، والعروبة والعروبيّة: من المصادر التي لا أفعال لها. والأعرابي إذا قيل له: يا عربيّ، فرح بذلك وهشّ، والعربي إذا قيل له: يا أعرابي، غضب له. وقد اختلف الناس في العرب، لِمَ سُمُّوا عربًا؟ فقيل: اشتًقّ من "يَعْرُب بن قحطان"، وهو أبو اليمن كلهم، وأول من أنطق الله لسانه بلغة العرب، ونشأ إسماعيل - عليه الصلاة و السلام - معهم، فتكلم بلسانهم، وقيل: إن أولاد إسماعيل - عليه السلام - نشؤوا بـ"عَرَبَة"، وهي من "تِهامَة"؛ فنُسِبوا إلى بلدهم. (انظر: لسان العرب، مادة: عرب).