الردود والإجابات

اسم الزمان واسم المكان
“ في سورة الكهف قال الله تعالى: (حتى إذا بلغ مطلِع الشمس وجدها تطلُع...)؛ فهنا تم استخدام اسم المكان (مطلِع) بكسر اللام، في حين أن الفعل تطلُع فيه حرف اللام مضموم؛ فظننت أنه يمكن أن يكون من الحالات الخاصة لاسم الزمان والمكان مثل (يطير-مطار)، ولكن أيضًا في سوره القدر قال الله تعالى: (سلام هي حتى مطلَع الفجر) بفتح اللام، ولكن ظننت أيضًا أن كلمه مطلِع في سورة الكهف تدل على مكان وهو مكان طلوع الشمس أي الشرق. أما كلمة مطلَع في سوره القدر تدل على زمان وهو وقت الفجر ثم تذكرت أن اسمي الزمان والمكان يكونان متماثلين ويفرق بينهما معني الجملة؛ فأرجو معرفة الفرق. ”
الإجابة : أ. د. أحمد عبد العظيم

يُصاغ اسما الزمان والمكان من الثلاثي غير مُعْتلّ العين بالياء على وزن "مَفْعَل" (بفتح الميم والعين) في جميع الحالات، ما عدا حالتين، تكون الصيغة فيهما "مَفْعِل" (بكسر العين): الأولى: الماضي الثلاثي، صحيح الأحرف الثلاثة، مكسور العين في المضارع، مثل: جلس يجلِس/ رجع يرجِع/ قصد يقصِد (مجلِس/ مرجِع/ مقصِد). الثانية: الماضي معتل الفاء بالواو، صحيح اللام، مكسور العين في المضارع، مثل: وَعَدَ يَعِدُ/ وثق يَثِقُ (مَوْعِد/ مَوْثِق). بعد تقرير هذا الضابط، يلاحظ أن النحاة في كثير من مراجعهم يسجلون أن في اللغة أسماء للزمان أو للمكان على وزن "مَفْعِل" (بكسر العين) سماعًا عن العرب، وكان القياس فيها الفتح، ومنها: المطلِع والمشرِق والمغرِب والمنسِك والمفرِق والمسكِن... إلخ. وواقع تلك المسألة لغويًّا يتمثل فيما يلي: تنص المراجع اللغوية على ورود "السماع الصحيح" بالكسر وبالفتح، في أغلب الكلمات التي سردوها (دون الاقتصار على أحد الضبطين)، وورود السماع بالفتح يُدخل تلك الكلمات في مجال الضابط العام، ويجعله منطبقًا عليها؛ وعليه فلا معنى لإبرازها، ووصفها بأنها "مكسورة، وكان حقها الفتح"؛ فقد ثبت أنها وردت بالفتح أيضًا، فاجتمع في الفتح السماع والقياس. وخلاصة القول- كما يُسجل عباس حسن، في النحو الوافي ج ٣ ص ٣٢٣، ٣٢٤ ما يلي: "أن تلك الكلمات... ليست مخالفة للقياس الأصيل، ولا خارجة عن نطاق القاعدة العامة المتعلقة بالصياغة المطردة، إمّا لأنها مسموعة بالفتح أيضًا كورودها مسموعة بالكسر، وإمّا لأن عين مضارعها مسموعة بالكسر وغير الكسر، ومتى ورد فيها الكسر، صح مجيء الصيغة مكسورة العين، وفاقًا للقاعدة العامة، والقياس المطرد. (انظر أيضًا: المصباح المنير ج٢ ص ٩٦٤، والمزهر ج٢ ص ٦٣).