الردود والإجابات
“ السؤال عن جواز دخول الباء على المأخوذ. وقد أكد ذلك عباس حسن ومعجم لسان العرب ومختار الصحاح والطفيل عندما أسلم قال: وبدل طالعي نحسي بسعد .. والمتنبي وأبو تمام أدخلا الباء على المأخوذ، كما أن سورة النساء الآية ٧٤ دخلت الباء على المأخوذ. فلماذا يرفض بعض اللغويين ذلك؟ ”
مما تحرص عليه اللغة - أية لغة - حرصًا بالغًا رفع الغموض، ومنع اللَّبْس: الصيغيّ، أو التركيبيّ، أو الدلاليّ، فيما يُنطَق، وفيما يُكتب؛ لأن وظيفة اللغة هي تبليغ ما يسوقه المتكلم أو الكاتب للمخاطب أو القارئ في وضوح، يَحْسُن السكوت عليه من المخاطب والمتكلم معًا، وقد سَنَّت كل لغة من القرائن، ومن تخصيص الاستعمال ما يكفل تجنّب ما يُشْكِل، وتوضيح المطلوب دون سواه، ومن ذلك ما يتعلق بالسؤال عن استعمال "الباء" مع المادة المعجمية "ب. د . ل"، وهل تختص الباء بالدخول على المتروك فقط، ولا تدخل على المأخوذ، أو أن الاستعمال اللغوي رصد دخولها على "المأخوذ" أيضًا، في نصوص صحيحة لغةً، مقبولة استعمالًا؟ وعلى الرغم من صحة دخول الباء على المأخوذ، فإن إيثار استعمال لغويّ (دخول الباء على المتروك) على آخر (دخول الباء على المأخوذ) هو الذي ينبغي أن نركن إليه دون سواه؛ طَرْدًا للباب على وتيرة واحدة (كما يقولون)، ومنعًا للبس، وإزاحة للغموض، وتيسيرًا للفهم والإفهام.