الردود والإجابات
أ-"إعراب ما بعد حيث": الغالب - عند العرب - أن حيث مبنية على الضم، وتلزم الإضافة إلى الجملة: اسمية أو فعلية، وحكم ما يليها - حينئذ - هو الرفع، وندر إضافتها إلى المفرد، ومنه "... حيثُ لَيِّ العمائم" و"حيث سهيلٍ طالعا"؛ وحينئذ يُجَرَ ما بعدها بالإضافة. ومن العرب من يُعرِب "حيث"، وقراءة "مِنْ حيثِ لا يعلمون" (بجرّ حيث) تحتملها، وتحتمل البناء على الكسر. ب-الغالب كون حيث في محل نصب على الظرفية، أو الخفض بـ"مِنْ"، وقد تُجرّ بغير مِنْ، مثل: "لَدَى حيثِ ألْقت برحلها أمّ قشعم". وتُستعمل حيث للمكان اتفاقًا، ويذهب الأخفش إلى أنها قد تَرِدُ للزمان، ويذهب أبو علي الفارسي إلى أن "حيث" قد تقع مفعولًا به، وحمل عليه قوله تعالى: "الله أعلم حيث يجعل رسالته"، إذ المعنى - عنده - أنه تعالى يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة فيه، لا شيئًا في المكان. (انظر لمزيد من التفصيل: مغني اللبيب لابن هشام، ج 1، كلمة حيثُ).