لزوم ما لا يلزم

ظاهرة تتعلق بالقافية، وهي أن يلتزم الشاعر بحرف أو أكثر قبل حرف الروي، ولا تحتم قواعد القافية مثل هذا الالتزام، وإنما هو تكلف يعمد إليه الشاعر أحيانًا لإظهار مقدرته اللغوية، فهو بذلك يضيف باختياره إلى الالتزام بحرف الروي – وهو ما تلزم به قواعد التقفية في الشعر العربي التقليدي – قيدًا أو قيودًا أخرى. والشائع في هذه الظاهرة أن يلتزم الشاعر المستخدم لها بحرف قبل حرف الروي، وقد يلتزم بأكثر من ذلك. وظلت هذه الظاهرة نادرة الوقوع في الشعر العربي إلى أن أتى أبو العلاء المعري (ت449هـ/ 1057م) فأفْردَ لها ديوانًا كاملاً سماه "لزوم ما لايلزم" أو" اللزوميات" ونظم فيه قصائد ومقطعات التزم في أكثرها بحرف قبل حرف الروي، وفي بعضها بأكثر من حرف. ومن أمثلة النوع الأول قوله: خذي رأيي وحسْبُك ذاك منِّي على ما فِيَّ من عِوَج وأمْتِ وماذا يبتغي الجلساء منِّي أرادوا منطقي وأردت صمتي ويوجد بيننا أمد قصيٌّ فأقُّوا سَمْتَهم وأممت سمتي في العصر الحديـث أكثر البـارودي (ت 1322ﻫ/ 1904م) في شعره من هذه اللزوميّات، ومن ذلك مقطوعة يلتزم فيها بحرف القاف والواو قبل اللام التي هي حرف الروي: لأمر ما تحيرت العقول فهل تدري الخلائق ما تقول ؟ تغيب الشمس ثم تعود فينا وتذوي ثم تخضرُّ الحقول فسيان الجهول إذا تناهت به الأيام والفَطنُ العقول كما أصدر الشاعر أحمد مخيمر ديوانًا كاملاً من شعر اللّزوميات سمّاه (لزوم ما لا يلزم).


إحصاءات

93482
عدد المداخل
165466
عدد التعريفات
12
عدد المعاجم